الغيرة عند بعض الأطفال
2020-06-05 09:36:17
376

عزيزتي الأم.. الغيرة عند الأطفال في حالة انفعالية يشعر بها الطفل ويحاول إخفاءها ولا تظهر إلا من خلال أفعال سلوكية يقوم بها الطفل، والغيرة عند الأطفال هي مزيج من الإحساس بالفشل وانفعال الغضب وتعد الغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الانسان ولذلك يجب على الوالدين تقبل سلوك الغيرة عند الطفل كحقيقة واقعية وفي نفس الوقت لابد أن لا يسمح الوالدين بزيادتها فوجود الغيرة عند الأطفال بحد معقول تعد حافزاً على المنافسة والتفوق أما الغيرة المفرطة عند الطفل فتضر بشخصية ونمو الطفل.

إن سبب شعور الطفل بالغيرة هو أمر شديد الأهمية فعلى سبيل المثال قد يشعر الطفل بالغيرة بسبب شقيقه حديث الولادة الذي يحصل على جزء كبير من اهتمام الأم كما أن الطفل قد يشعر بالغيرة بسبب مهارات قد يتملكها أصدقاؤه أو قد تكون غيرة الطفل بسبب طلاق والدية ودخول فرد جديد في العائلة وأحياناً قد يكون الطفل مائلاً نحو الشعور بالغيرة من أي شيء يتلقاه شقشقة من الأب أو الأم ويبدأ في الاعتماد على أسلوب المقارنة بين كل ما يتلقاه من أغراض وكل ما يتلقاه شقيقه من أغراض وفي حالة الطفل حديث الولادة فإن الطفل الأكبر سناً يشعر أنه كان محط اهتمام جميع أفراد العائلة ولكن الآن فإن الأمور قد تغيرت وهو يشعر أنه يتم تجاهله وأن أمه لا تحبه مثلما كانت تفعل في السابق.

لهذا عليك تهيئة على تقبل فكرة إنجاب طفل آخر يتعاون معك على تربيته والتأسيس لعلاقة بينهما ولتبديد مشاعر الغيرة عند طفلك يمكنك تكلفته في رعاية شقيقه وتحضير الرضّاعة أو الثياب له وتخصيص وقت لكل واحد منهما بحيث تؤمن لكل منهما الرعاية النفسية والجسدية بالتساوي.

وقد يصاب طفلك بالغيرة والانانية نتيجة الاهتمام المفرط به ويتغلب عليه شعور أنه مهم ولكن هذا الاهتمام لا يصب في مصلحته فقد ينمي في داخله إحساس الترفع عن الآخرين لذا يجب أن تكوني معتدلة في رعاية طفلك من ناحية اهتمامك به فلا تزيدي في رعايتك له لأن هذا من شأنه زرع الحساسية في ذاته والشعور بأن لا أحد أفضل منه.

عزيزتي ثمة أسباب متعددة تؤدي الى غيرة الطفل منها ما يرتبط به شخصياً ومنها ما يرجع الى ممارسات الوالدين ومنها ما يرتبط بالظروف الاسرية المحيطة بالطفل ومن أهم هذه الأسباب:

1- سخرية وقسوة الوالدين في تعاملهم مع الطفل.

2- كثرة الثناء على إخوة الطفل على مسمع منه وإظهار محاسنهم وتميزهم وإهماله.

3- المقارنة بين الأبناء والمفاضلة بينهم فبعض الآباء والأمهات يفضلون الذكور على الإناث والكبار على الصغار أو العكس وبعضهم يقارن بين المستوى الدراسي للأبناء ويفاضلون بينهم وهذا كله يؤدي الى الغيرة.

4- شعور الطفل بنقص شيء ما كإحساس بعيب شكلي أو بحاجته الى الملابس أو المال أو الألعاب أو ماشابه ذلك من أغراض.

وللتقليل من ظاهرة الغيرة على الوالدين اتباع ما يلي:

- التمهيد لاستقبال المولود الجديد وخلق علاقة من الود بين الإخوة حتى اذا ما جاء المولود شعر أخوه أنه محبب الى نفسه وليس منافساً له.

- الاقتصاد في إظهار الحب والعطف للمولود الجديد خاصة أمام إخوته.

- التقليل من مدح بعض الانباء أمام إخوانهم ويجب اعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها مزاياها واستعداداتها الخاصة.

المساواة في التعامل بين الذكور والإناث؛ لأن التفرقة تثير الغيرة وتؤدي الى الشعور بكراهية البنات للجنس الآخر في المستقبل.

- عدم المبالغة في إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض فتجعله يتمارض أكثر ويثير الغيرة في إخوته نحوه.

الاستمرار في رعاية الطفل الأول ومحبته وتلبية حاجاته الضرورية.

عدم إشعار الكبير بأن الوقت والاهتمام المعطى لأخيه الصغير يشكل عائقاً أمام تحقيق رغباته.

- تكليف الطفل الأول بمجموعة من المهام التي يقوم بها تجاه أخيه الصغير وحمايته وإعطائه بعض الهدايا.

-عدم المقارنة بين الأبناء على مختلف قدراتهم وميولهم وأعمارهم ومراعاة حاجات كل منهم بما يتناسب وطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها.

عزيزتي الفاضلة إن الأم هي المسؤولة الأولى عن وجود الغيرة بين الابناء ويمكن لها أن تقضي تماماً عليها لو التزمت بمجموعة من الخطوات.
إذا كان طفلك يغار غيرة واضحة ويشعر بالغضب تجاهك لتحويل انتباهك عنه بهذا التحدي الجديد فضعي نفسك مكانه وفكري وتأملي ما الذي يمكن أن يدور بذهنه وكيف يفكر؟ قبل أن يأتي المولود الجديد الى العائلة قولي لطفلك الأكبر أنه سيكون له أخ صغير ليلعب معه وأن ذلك سيكون ممتعاً جداً، وكذلك علميه كيف يتعامل مع أخيه أو أخته الجديدة بطريقة صحيحة تحدثي معه وناقشية ووجهيه وضحي له الامور وارشديه وشجعيه.

عزيزتي اذا كنت أماً لعدد من الأطفال فيجب مراعاة الفروق الفدية الدائمة بين الإخوة مهما تكن وعدم استثارة المقارنات الفردية المؤدية الى الغيرة ولا يمنع ذلك بالطبع من إظهار النواحي الطيبة ونقاط القوة في كل منهم ومحاولة تنميتها والعناية بها.

ويبقى حضن الأم الدافئ الحنون الذي لا يخذل الطفل مهما كبر هو ملاذه الاول والأخير والذي يتعامل مع مشكلاته النفسية والاجتماعية التي تواجهه ويدعمه للغلب على كل أشكال القلق والخوف وضعف الثقة بالنفس عنده بما يزيد من فرص النجاح ويقلل من خبرات الفشل وينمي القدرة على التعاون الاجتماعي بينه وبين أقرانه ومحبتهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج نقش على الحجر-الحلقة العاشرة- الدورة البرامجية51.



تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا