الألفاظ النابية عند الأطفال
2020-05-28 08:09:25
868

تعد مشكلة تلفظ الاطفال بشتائم وألفاظ نابيه من أهم المشاكل التي تعاني منها العديد من الأسر وهنالك العديد من الاسباب التي تدفع الطفل الى تعلم السباب والشتم والتعود عليه لعل أهمها سماعه لوالديه والمقربين منه وهم يرددون ذلك فتعلق في ذهنه بسرعة حتى قبل أن يتعلم لغة التخاطب أن الطفل يتعلم الشتم أسرع بأربعة مرات مقارنة بالكلمات الأعتيادية.

ولاشك أن الأسر تعد المؤثر الأول في حياة الطفل فمنها يتعلم اللغة ويتشرب القيم الثقافية والاجتماعية وعندما يصبح الطفل في مرحلة يتمكن من الاعتماد على الذات بعد أن يستطيع المشي والتوصل اللغوي مع دائرة أوسع الأسر يبدأ بأكتساب عادات سلوكيه جديدة قد تكون دخيلة على الأسر، ويبدأ بتقليد الالفاظ النابية والكلمات التي يرددها الآخرون بشكل أعمى حتى دون وعي بمعانيها وتشكل الألفاظ النابية أحد مكتسبات الطفل من بيئته المحيطه لكنها من الأمور السلبية المؤرقة للأسرة والتي تستهجن بدورها هذه الألفاظ.

وأن المولود يولد على الفطرة كما أكد الحبيب المصطفى(ص) فمن ذا الذي يسبب في انحراف أخلاقه وبالتالي تصرفاته؟ لاشك أنه نال عوامل كثيرة تساهم في هذا الأمر وأولها الأهل حيث أنهم المسؤولون ابتداءً عن التربية وتهذيب أبنائهم ثم تصحيح مسارهم أن هم أخطأوا. 

هنالك أسباب عديدة تجعل الطفل يشتم منها عندما يسمع من هو أكبر منه يشتم فيحاول أن يقلده لاسيما أنه يعد من هو أكبر منه قدوه له غالباً يقلد ببراءة إذا كان بعمر صغير " أي أنه لا يدرك أن هذه الألفاظ النابية ستثير غضب الأهل" فهو يكون مجرد ببغاء يقلد كل ما يسمعه ببراءة.
اذا كان الطفل يحب شخصية ما على الشاشة فإنه سيقلدها في كل شيء خاصة بالشتائم، فعندما يستخدم الطفل لفظاً سيئاً ويحصل على وجوه مندهشة ومتفاجئة من الأكبر سناً حوله فأنه يكرر نفس التصرف لمجرد جذب الانتباه.

وبعض الأطفال يعتقدون أن الشتائم تعطي شخصية وبهذا يحاول الطفل أن يشتم خاصة أمامهم ليحصل على قبولهم، وهنالك عدة حالات ومسببات تدفع الأطفال الى تعلم السب والشتم والتعود عليه ومنها أنه عند بداية انتقالهم لمرحلة اللعب مع الأطفال الآخرين يتولد لديهم احساس بالصراع والنزاع فيتسبب ذلك في توليد الرغبة لاستخدام كلمات عدائية مع الأطفال تظهر عدم رضاهم ومنازعتهم على الأشياء فيستخدمون غالباً الكلمات التي يسمعونها من الكلمات التي تعبر عن عدم رضاهم.

ومن الأمور المعيبة اجتماعياً ان يتلفظ الطفل بكلمات سيئة غير مقبولة دينياً أو اجتماعياً ولكن دعونا نتوقف على بعض الأمور المتعلقة بهذا الموضوع، ولاشك أن هناك مصاديق يستقي منها الطفل مفرداته وأهمها:

-الأهل في البيت:-

وهذا يعد المصدر الاساس خاصةً في السنين الاولى من عمر الطفل حيث يردد الكثير من المفردات دون وعي منه عن معاني هذه الكلمات حين يسمع والديه يتلفظان بكلمات يرددها تلقائياً.

-المحيط الأجتماعي:-

وقد يستقي مفرداته من الأقارب والاصدقاء والعائلة والجيران حين يخالطهم الطفل فيتعلم منهم بعض الألفاظ.

-الحضانة ثم المدرسة:-

إن لهذه الأماكن تأثير مباشر على لغة الطفل لأنه يختلط بالأطفال فيها ويتعامل معهم ويتعلم منهم.

-الإعلام:-

ولعله الأخطر نتيجة انكباب الأطفال على متابعة البرامج التلفزيونية والتي تزخر بالألفاظ السيئة حتى تلك البرامج المخصصة للأطفال مع انهم عادةً لايعكفون عليها فقط وإنما يتعدون ذلك الى برامج مخصصة للكبار في ظل غياب مراقبة الاهل وهنا يكمن خطر استقاء الطفل لهذه الالفاظ غير مقبولة وربما أيضاً القيم الغريبة عن ديننا ومجتمعنا.

إن الأساس في الوقاية من هذه الظاهره هو المعاملة الحسنة للطفل من قبل والديه واستعمال اللغة ذات الأثر الطيب في نفسه مثل كلمات: شكراً- من فضلك- لو سمحت- اعتذر...

وإن من الضروري التأكيد بأن الالفاظ التي يستخدمها فعلاً غير لائقه لكي يتم توجيهه لعد استخدامها وليس لمجرد طريقة التلفظ .
وكذلك السماع الى مشكلة الطفل اذا كان يستخدم الالفاظ البذيئة عند الغضب ومعرفة الاسباب التي دفعته لترديد تلك الكلمات السيئة مع الشرح للطفل إن هذه الكلمات النابية تزعج الآخرين.

وأيضاً ربط الطفل منذ نعومة أظفاره على كيفية التعبير عن عدم الرضا بأسلوب مهذب ومحترم مع الصبر عليه الانه يرغب بشدة في أظهار عدم رضائه عندما لا يكون سعيداً.

اما طريقة العلاج عزيزتي الأم فهي كالاتي:-

1. يجب ان يكون رد الفعل الأول عدم الضحك مهما كان اللفظ أو الموقف مضحكاً فالضحك يدفعه الى التكرار.

2. قد يكون التجاهل والتغافل في البدء خير علاج خصوصاً للاطفال ما بين سن الثانية الى الرابعة وبعض الأطفال يتلفظون بهذه الالفاظ لأنهم يرون أن ذلك لايعجبك وأنه يؤلمك حين يتلفظ بها فعدم الاهتمام والانفعال يؤثر على الطفل الصغير أكثر من غضب الوالدين الشديد إذا قد يكون الطفل يحب استثمار الوالدين ولفت أنظارهم فيخرج بذلك ويصر على هذه الكلمات.

3. معرفة سبب الألفاظ فان كانت من الأسرة فعلى الوالدين أن يكونا القدوة الحسنة لأطفالهم فالقدوه الحسنه تعد المؤثر الأول في الأطفال ولذلك نرى أن كثيراً من الاسر تبتعد عن اللعن فيبتعد أطفالهم عنه ودائما يكون التعبير بالقدوه هو أفضل الوسائل لتدريب الطفل ومعالجة تلفظه بكلمات نابية ولذلك يجب أن يتجنب الكبار التلفظ بما يكرهون أن يتلفظ بيه الصغار وكذلك التصرف بانفعالات وعصبية وسلبية في المواقف والتي بلا شك ستنتقل الى الصغار الذين يفهمون أكثر بكثير مما يعتقد أهاليهم.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج نقش على الحجر-الحلقة الرابعة- الدورة البرامجية51.

 

 

 


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا