ما هو مفهوم السرقة؟ وما هي أسباب
السرقة عند الأطفال؟ وما الحل لهذه المشكلة؟
مستمعتي الفاضلة.. السرقة هي محاولة
ملك شيء يشعر الطفل أنه لا يملكه، وعليه يجب على الطفل أن يعرف أن
أخذ شيء ما يتطلب إذناً معيناً لأخذه، و إلا أعتبر سرقة.والسرقة
مفهوم واضح لدينا نحن الكبار نعرف أبعاده وأسبابه وأضراره، ونحكم
على من يقوم به الحكم الصحيح، ونستطيع تحاشي أن نكون الضحية. أما
الطفل فإنه لا يدرك تماماً مفهوم السرقة وأضرارها على المجتمع ونظرة
الدين و القانون والأخلاق إليها.
أسباب السرقة عند
الأطفال
إن الأطفال يسرقون - وهم يدركون أن
ما يأخذونه يعود لغيرهم- لعدة أسباب منها:
أولاً: يمكن أن يوجد لدى الأطفال
نقص ما في بعض الأشياء وبذلك يضطر للسرقة لتعويض ذلك النقص، والبعض
من الأطفال تؤثر عليهم البيئة التي يعيشون بها وخاصة إذا كان أحد
الوالدين متوفى، أو كان الوالد مدمن على الكحول أو أن تكون البيئة
نفسها فقيرة وهذه عناصر تساعد الطفل على أن يسرق لزيادة شعوره
بالنقص في مثل هذه الظروف.
ثانياً: شعور بعض الأهل بالسعادة
عندما يقوم ابنهم بسرقة شيء ما , وبهذا يشعر الطفل بالسعادة ويستمر
في عمله.
ثالثاً: بعض الأطفال يقومون بعملية
السرقة لإثبات أنهم الأقوى خصوصاً أمام رفقاء السوء، ولعلهم
يتنافسون في ذلك، وبعضهم يشعر بمتعة هذا العمل.
رابعاً: قد يسرق الطفل رغبة في
تقليد من هم أكبر منه سناً، الوالد أو الأخ أو غيرهم ممن يؤثرون
عليه حياته.
خامساً: الأطفال يسرقون لتعويض ما
ينقصهم بسبب فقرهم لعدم وجود نقود يشترون بها ، أو يحصلون على ما
يريدون، فالأطفال يقومون بسرقة ما يمنعه الأهل عنهم وهم يشعرون
باحتياجهم له فإنهم يعملون على أخذه دون علم الأهل.
طرق الوقاية من هذه
المشكلة:
أختي العزيزة إن طرق الوقاية التي
تقي طفلك من السرقة هي:
1 ـ تعليم القيم: على الأهل
أن يعلموا الأطفال القيم والعادات الجيدة ، والاهتمام بذلك قدر
الإمكان، وتوعيتهم على أن الحياة للجميع وليس لفرد معين، وحثهم على
المحافظة على ممتلكات الآخرين، حتى في حال عدم وجودهم ، نشوء الطفل
في جو يتسم بالأخلاق والقيم الحميدة يؤدي إلى تبني الطفل لهذه
المعايير.
2 ـ يجب أن يكون هناك مصروف
ثابت للطفل ـ يستطيع أن يشتري به ما يشعر أنه يحتاج إليه فعلاً، حتى
لو كان هذا المصروف صغيراً، ولو كان مقابل عمل يؤديه في المنزل بعد
المدرسة، يجب أن يشعر الطفل بأنه سيحصل على النقود من والديه إذا
احتاج لها فعلاً.
3 ـ تنمية وبناء علاقات وثيقة بين
الأهل والأبناء، علاقات يسودها الحب والتفاهم وحرية التعبير حتى
يستطيع الطفل أن يطلب ما يحتاج إليه من والديه دون تردد أو
خوف.
4ـ الإشراف المباشر على الطفل
بالإضافة إلى تعليمهم القيم والاهتمام بما يحتاجونه فالأطفال بحاجة
إلى إشراف ومراقبة مباشرة حتى لا يقوم الطفل بالسرقة وإن قام بها
تتم معرفتها من البداية ومعالجتها، لسهولة المعالجة حينها.
.
5ـ تعليم الأطفال حق الملكية
حتى يشعرون بحقهم في ملكية الأشياء التي تخصهم فقط، وتعلمهم كيف
يردون الأشياء إلى أصحابها إذا استعاروها منهم وبإذنهم.
أما علاج هذه الظاهرة
في سلوك بعض الأطفال فيكمن في ما يأتي:
عند حدوث السرقة يجب عدم التصرف
بعصبية ويجب أن لا تعتبر السرقة فشل لدى الطفل، ولا يجب أن تعتبر
أنها مصيبة حلت بالأسرة، بل يجب اعتبارها حالة خاصة يجب التعامل
معها ومعرفة أسبابها، وحلها وإحسان طريقة علاجها، ولكن دون المبالغة
في العلاج، وأن لا تكون هناك مبالغة في وصف السرقة، والمهم في هذه
الحالة أن نخفف من الشعور السيئ لدى الطفل بحيث نجعله يشعر بأننا
متفهمون لوضعه تماماً، وأن لا توجه تهمة السرقة للطفل مباشرة، ويجب
أن لا يصاب الآباء بصدمة نتيجة سرقة ابنهم وأن لا يأخذوا في الدفاع
عنه حتى لا يتطور الأمر ويبدأ الطفل بالكذب توافقاً مع دفاع أهله
عنه بل الواجب أن يتعاونوا من أجل حل هذه المشكلة.
الأطفال .. هم البسمة البريئة،
ورؤية الحياة بسيطة سهلة خالية من المشاكل والهموم، هم عالم وردي
تملأه الأحلام السعيدة، هم القلب الأبيض الذي لا يشوبه شيء ولا
يمتلئ إلّا بالحنان والمودة ، فاحرصي عزيزتي الأم على الحفاظ على
صفاء طفلك ونقائه.
تربية المجتمع عند الإمام باقر (عليه السلام)