السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، صديقتي تسكن في إحدى الدول الغربية وابنتها مكلفة لكنها ترفض ارتداء الحجاب وأمها لا تريد أن تجبرها على إرتدائه، أرشدوني لطريقة أنصحها بها لتتمكن من إقناع ابنتها بالحجاب وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله، أختي الكريمة فيما يخص مسألة الحجاب لابد أن تتخذ الأم الأساليب الصحيحة لإقناع ابنتها بفريضة الحجاب وذلك من خلال مجالستها والتحدث إليها بأحاديث عامة والتطرق ضمنا لمسألة الحجاب، أي لا تتناول ذلك مباشرة كي لا تتصور أنها في مقام الهجوم أو اللوم لفعلها، وعليها أن تبين لها مجموعة من الأدلة العقلية قبل الشرعية على وجوب الحجاب، فالحجاب سنة تكوينية قبل أن يكون تشريعية، إبتداء من طبقة الأوزون التي تغطي الأرض من جميع جهاتها وقاية لها ولسكانها من الإحتراق بفعل الأجرام السماوية المتساقطة من الفضاء وما إلى ذلك من الأمثلة التي لاعد لها ولاحصر كالجنين المحاط بغشاء والثمار المحاطة بالقشور وما إلى ذلك، كذلك تلفت نظرها إلى مبدأ الخلقة وماذكره القرآن في قصة أبينا آدم وأمنا حواء إذ أن خلع الستر عد بمثابة العقوبة لهما جزاء بما صدر منهما لقوله تعالى {يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما}، إذن نزع اللباس بمعنى (الساتر) كان أولا بتسبيب من الشيطان وثانيا عقوبة لفعلهما ولازم ذلك أن الستر والساتر من باب إكرام الإنسان وتفضيله وتمييزه عن باقي المخلوقات التي تجردت منه قال تعالى ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾
كذلك تبين لها أن العباءة أرقى أنواع الستر وأنها إرث الزهراء وإرث أمهاتنا وجداتنا المسلمات المؤمنات القانتات وأنها تمثل هوية للفتاة المسلمة فإن ضاعت الهوية ضاع الإنسان وضل في دياجير التخبط والتيه، هداها الله لصراطه المستقيم ووفقها لإقناعها والأخذ بيدها إلى مايحبه تعالى ويرضاه.
الباحثة المختصة
حوراء الأسدي
النهضة الحسينية وتأثيرها في النفوس
كيفية التقليل من إدمان الهاتف الذكي؟!