متى يسمى الخلاف مشكلة؟
2022/04/14
314

كلنا نعلم أن الحياة الزوجية هي مزيج ونسيج وتواشج من المحبة والتفاهم والمودة واللطف والحوار البناء وهناك لغات كثيرة للحب كتخصيص الوقت أو تقديم الخدمات أو حتى الحديث، ولكن لا يمكن للحديث أن يكون دائما هو الحل للمشاكل المختلفة فقد يعمل على تأزيمها حيث أن نظرة الرجل والمرأة الى الحديث والحوار بصورة عامة مختلفة فالمرأة قادرة على التحدث والتحاور تحت مختلف الضغوطات بينما الرجل مهيأ للاحتدام والنزاع الذي يقود  الى مشاحنات لا طائل منها تنتهي بإلقاء الكلام والمواقف الماضية ومن ثم تتجلى لنا مهنة رجل الإطفاء الذي لا يخمد النار  بالنار ، فلا يخمد الحديث الجارح بالحديث الجارح وإنما بالحديث الطيب المداوي الذي على أحد الطرفين إتخاذه أو الابتعاد عن هذا الجدال لاكتساب  الهدوء والتروي.

يتفق أغلب الخبراء على مسألة هيكلية الرجل المهيأة للاحتدام والنزاع فيوصون عند والشجار الرجل بأخذ زمام الإبتعاد، وهل أن هذا الاختلاف الفطري بين طبيعة الرجل والمرأة هو المؤدي الى كل هذه الخلافات بينهما؟

تم التعرف على الإجابة من قبل د. تغريد حيدر(أخصائية نفسية ومدربة تنمية بشرية من لبنان)  بأن هذا الاختلاف ملحوظ من الناحية الجسدية وكذلك موجود من الناحية النفسية ونستطيع أن نلاحظه من خلال القدرة على حل المشاكل والأزمات وكيفية التعامل معها.

فالمرأة على سبيل المثال تكون ميالة أكثر  للمبالغة في الأمور التي تكوِّن مأزماً لها في الحياة بشكل عام والعلاقة الزوجية بشكل خاص، وربما مرد ذلك لكون المرأة وفي أغلب العلاقات تكون الطرف الأضعف فنجدها تحاول المدافعة عن نفسها بشراسة من خلال نبرة الصوت  وفتح ما يسمى بالملفات القديمة كذلك يُعزى للتكوين الخاص بالمرأة لكونها مرهفة الأحاسيس أكثر من الرجل وأكثر انفعال، ولكن هذا لا يلغي تفوق المرأة على الرجل في مسألة تعدد المهام واختلافها فهي لديها القدرة على تنفيذ أكثر من مهمة في ذات الوقت وبكفاءة عالية.

ومن جهة أخرى نجد الرجل يميل الى التفكير العقلاني حيث يرغب أثناء النقاش بالوصول الى الحلول والخلاصات من خلال أسرع الطرق دون الخوض بالتفاصيل سواء عبر عن ذلك بالهدوء أو الحزم أو العدائية اللفظية.

كخلاصة إن الطبيعة المختلفة للطرفين ليست مبرراً للاحتدام والنزاع بل إنها أمر يجب احتواءه من قبل الطرفين وتفهمه، وإن كانت العلاقة من البداية مبنية على المودة والاحترام فلت تعوق تقدمها مشاكل كهذه.

كما أضافت الضيفة الطيبة علياء الصافي(استشارية في مركز الكفيل الأسري وماجستير علم نفس تربوي) أن الاختلاف هو أمر طبيعي ونجده في كل مكان ليس فقط خلال العلاقة الزوجية بل حتى في أماكن العمل بين الأخوة والأخوات وغيرها من الأماكن التي نلاحظ فيها اختلافنا، لذا فهو أمر طبيعي لا يستدعي كثرة الجدال وحله واضح وهو التفاهم والاحتواء.

كما أن معرفة طبيعة تفكير الزوج وطبيعة تصرفاته وما يحب وما يكره يساعد بشكل كبير على الإنسجام بين الزوج والزوجة دون حدوث جدال يؤدي الى تراكمات وإن حدثت فالأفضل محاولة التخفيف من هذه التراكمات كالكتابة أو الاستشارات النفسية أو جلسات الاسترخاء مع النفس دون بث الشكوى الدائمة التي تقود الى افتضاح المشكلة الخاصة بالبيت الأسري فالأخذ بحلول فعالة واقعية هي الخطوة الأولى في الحياة السعيدة.
 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج سحابة صيف-الحلقة الأولى-الدورة البرامجية61.

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا