عندما يغضب زوجك ويتحول مزاجه إلى
مزاجاً عصبياً، قد تضيق بكِ الحياة معه، وتتوق نفسك إلى أيام
الخطوبة، وتفكرين بأنك لو بقيت مخطوبة فقط ولم تتزوجي لكانت الحياة
معه أجمل، وقد تقولين أصبحت حياتي معه مملة وصعبة، لكني هنا أقف ضد
تفكيرك هذا، وأقول لك قبل أن تفكري في الخلاص من هذا الجو المتعب،
والمتسم بالغضب، فكري في حل عملي لا يجعله يغضب، فحاولي التأقلم معه
إذا غضب، وقد تسألين كيف أكون متأقلمة معه؟ هل أغضب مثله؟ نجيبك لا؟
عندما يغضب اصمتي أنت، وعندما يفرغ غضبه ويهدأ وضحي له بأنّك حتى لو
غضب بأنّك باقية على محبتك واحترامك له، فإنّ هذه العبارة ستجعله
يتغير ولكن ليس في ليلة وضحاها بل بالتدريج فاصبري كي لا تخسريه،
وثقي أنكِ أهلٌ لحسن التصرف معه عندما يغضب وتقابليه بالصمت
والهدوء، وأنت أهلٌ لتحمل طباع زوجك مهما يكن طبعه فقط أوكلي أمرك
وأمره إلى الله تعالى.
مستمعتي الفاضلة: إذا أردت معرفة
كيفية التعامل مع زوجك الدائم الغضب، وصاحب المزاج العصبي، عليك
أولاً معرفة سبب غضبه، هل هو مشكلة اقتصادية؟ أم لكونه متضرر من
سلوكياتك معه، ومع أهله أو
مع أولاده؟ أم أنّ سبب غضبه هو جو المنزل أم من الأبناء وتصرفاتهم،
فيجب أن تجلسي معه للتعرّف على الأسباب التي قد تؤدي لعصبيته، فلا
يمكن مُعالجة الشيء من دون معرفة أسبابه، لذا أطلب منك سيدتي أن
تحافظي على هدوئك واستقرارك النفسي في الوقت الذي يكون فيه
زوجك غاضباً، وتذكري أنك مأجورة على صبرك وتحملك، وإذا شعرت بالغضب
فعليك بالصمت وبذكر الله وترك مكانك، والمبادرة فوراً إلى الوضوء
والصلاة، وإذا شعرت بضيق الصدر فاذكري قوله تعالى: (وَلَقَدْ
نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ)، وتيقني من
أنّ العلاج هو العمل بقوله تعالى:"فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِين * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ
الْيَقِينُ"، في ختام كلامي معك أرجو أن تكوني نعم المرأة الصابرة،
والتي تسعى إلى عدم إثارة غضب الزوج، بل تخفف عنه، وذلك لا يكون إلا
بالتربية الروحية للنفسك مستمعتي فهي ضرورية؛ لأنها تعينك على تحمل
هموم الحياة ونكباتها، كما وتهون عليك المصائب، فتصبري على زوجك،
وعلى تربية أولادك، نسأل الله أن تكوني نعم الزوجة
الصالحة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المصدر: برنامج أربع وقفات في
بيتك- الحلقة التاسعة - د24)
الاقتداء بالعقيلة زينب (عليها السلام)
كيف نحيي شهر الأحزان؟ إحياء الشعائر
النهضة الحسينية وتأثيرها في النفوس