الصفات التي ينبغي على المرأة أن تتصف بها لتكون زوجة صالحة
2021/04/23
1633

 بالنسبة للصفات التي ينبغي للمرأة ان تتصف بها كي تكون زوجة صالحة مؤمنة  فأولها تقوى الله في السر والعلن والعسر واليسر والمنشط والمكره، وتتحقق التقوى بحفظ اللسان عن قول الزور والكذب والغيبة والنميمة واللغو وسائر ما ذمه الشرع، وكف الجوارح عن ما حرمه الله من فعل الحرام والمشي إليه والنظر والاستماع له، وحفظ القلب من الكبر والحقد والحسد والرياء والظن السيء وسائر أمراض القلوب.

ولتعلم المرأة أن الزواج نعمة فلا بد أن تقابل بالطاعة، فعليها اجتناب ما يحدث في حفلات الزواج من منكرات، ومخالفات شرعية غير مقبولة في الدين، كإظهار النساء لما لا يجوز إظهاره من أنفسهن أمام الناس، واختلاطهن بالرجال الأجانب، واشتمال حفلات الأعراس على المعازف وآلات الطرب إلى غير ذلك مما حرمه الله تعالى .ثم على المرأة بعد ذلك أن تطيع زوجها وتستجيب له فيما يأمرها به طالما لم يأمرها بمعصية لله قال سبحانه: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ).

ففي هذه الآية المباركة أختي الفاضلة إشارة الى أن كلمة (قانتات) تعني مطيعات لأزواجهن (حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ) أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله. وعلى ذلك ينبغي على الزوجة حفظ أوامر الزوج وحفظ طاعته وحفظ نفسها حالة حضوره وحالة غيبته وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها". 

وإنَّ من الأهمية البالغة أن تكون الزوجة ذات دين يعصمها عن الخطأ والخطيئة، ويزرع في وعيها العقيدة الصحيحة والآداب السامية التي ستنقلها بدورها إلى أبنائها ، ولأجل ذلك حرم الإسلام الزواج من المشركات، قال تعالى: ( ولا تَنكِحُوا المُشرِكاتِ حتى يُؤمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤمِنةٌ خَيْرٌ مِن مُشرِكَةٍ ولَو أعجَبَتكُم ) ولأجل أنّ الدين له أثر كبير في استقامة الزوجة ، أوصى الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) الشباب بأن لا ينظروا بعين الطمع والنزوات لمن يرغبون الاقتران بها كأن يركّزون على جمالها ومالها فقط ، بل عليهم في المقام الأول أن ينظروا إلى دينها وتدينها ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): « تنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين » وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) موصياً: « من تزوج امرأة لا يتزوّجها إلاّ لجمالها لم يرَ فيها ما يحبّ ، ومن تزوّجها لمالها لا يتزوّجها إلاّ وكّله الله إليه ، فعليكم بذات الدين ». 

نعم أختي الطيبة فإنَّ كثيراً من الصفات المعنوية والجسدية يرثها الإنسان عن آبائه وأخواله وأجداده وهي تتحكم في رسم معالم شخصيته ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « تخيّروا لنطفكم ، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهنَّ وأخواتهنَّ ». 

إذن، أختي الكريمة ممّا تقدّم يتّضح لنا أنّ الاقتران بذات الدين هو قطب الرحى في توجهات القرآن والسُنّة ، وذلك لإرساء أُسس متينة تقوم عليها الحياة الاُسرية ، وبدون ذلك يصبح البناء الاُسري متزلزلاً كالبناء فوق رمال متحركة.

وهناك صفات يجب ان تتوافر في الزوجة التي يراد الزواج بها مواصفات جسمية وعقلية  نعم فمن الحقائق الموضوعية أنَّ سلامة جسم المرأة وعقلها له دور فعّال في تربية الأطفال وتقويم شخصيتهم ، ليكونوا أفراداً صالحين يسهمون في بناء المجتمع وتطويره.

ولم يغفل الدين الإسلامي عن هذه الحقيقة، لذا نبّه على ضرورة مراعاة عوامل السلامة من العيوب الجسمية والعقلية لكلا الزوجين، وجعل منهما الخيار في فسخ العقد ، فيما إذا ما تبين أنّ أحدهما كان مصاباً بعيب جسماني أو خلل عقلي ، وحول هذه المسألة قال الإمام الصادق عليه السلام « إنّما يرد النكاح من البرص والجذام والجنون والعفل » وبالإضافة إلى وجوب التأكد من سلامة الزوجة من العيوب الجسدية الموجبة لفسخ العقد ، لابدّ من التركيز على سلامتها العقلية حتى لا تكون مجنونة أو حمقاء تسيء التصرف ولا تضع الشيء مواضعه ، ومن أجل ذلك قال الرسول صلى الله عليه وآله  محذراً الشباب من العواقب الاجتماعية والتربوية الوخيمة: « إيّاكم وتزوّج الحمقاء، فإنَّ صحبتها ضياع، وولدها ضياع ».

 إن لاختيار الزوجة الصالحة فوائد عظيمة وخيراتٌ عميمة فهي لا تعود على الزوج فقط بل تعود على المجتمع ككل فإن هذه المرأة ستكون أماً وجدةً ومربيةً فصلاحها يعني صلاح من تربيهم من الأجيال ومن فوائد اختيار الزوجة الصالحة التي هي دررٌ ثمان لا يستغني عنها أي إنسان.

-الفائدة الأولى: المرأة الصالحة تُدخِل السرور على زوجها قال (صلى الله عليه وآله): "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة التي إذا نظرت إليها سرتك وإن أمرتها أطاعتك وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك..." فانظر أيها الحبيب لتلك المواصفات التي ذكرها لنا خير البريات والتي بات وجودها نادراً في هذا الزمان وانعدامها هو سبب ما نراه ونسمعه من مشاكل الأسر وتفككها فالله المستعان.

-الفائدة الثانية: المرأة الصالحة تزيد في بيتها البركة حتى وإن ضاق ببيتها الحال تزداد البركة بوجود الصلاح وطاعة الله تعالى والدليل على ذلك الحديث فاظفر بذات الدين تربت يداك وإن حلاوة العيش لا تكمن في كثرة المال فكم من أناسٍ كثرت أموالهم ومع هذا يشتكون من ضيق العيش وعناء الدنيا والسر في ذلك هو ابتعادهم عن طاعة الله تعالى.

(الفائدة الثالثة) المرأة الصالحة تُخرِج نبتاً صالحاً وكما قيل قديماً: لا يخرج النبات الطيب من أرضٍ بور فإن خلت المرأة من الدين وابتعدت عن طاعة ربها فهي كالأرض البور الخاوية.

-الفائدة الرابعة: عندما تقوم الساعة ويعرف كل واحدٍ من البشر منزله فإما إلى الجنة وإما إلى النار يُحشَر المؤمنون مع أزواجهم وذرياتهم ممن كانوا على شاكلتهم من التقوى والصلاح.

وأخيراً أختي المؤمنة الصالحة على كل من أراد الزواج أن ينظر إلى المسيرة من البداية ففيها صلاح في الدنيا وفلاحٌ في الآخرة...أسأل الله لي ولكم الخير في الدارين والثبات على الدين إنه نعم المولى ونعم النصير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج حسنات-الحلقة الحادية عشرة-الدورة البرامجية61.


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا