إنّ الحجاب في ثقافتنا الإسلامية ليس مجرد قطعة من القماش تُلبس لأغراض الظاهر، بل هو رمز من رموز الستر والعفاف، والحفاظ على الكرامة والحياء، لطالما كان الحجاب في التاريخ الإسلامي جزءًا من الهوية الثقافية والدينية للمرأة، وهو مبدأ عميق يعبّر عن التزامها بقيم الطهارة والوقار.
لكن (وللأسف) في الأوان الأخير، أصبح الحجاب، في بعض الأحيان، عرضة لتفسيرات جديدة للتجارة تتعارض مع رسالته الأصلية، فبدلًا من أن يكون وسيلة للستر والحفاظ على خصوصية المرأة، أضحى أحيانًا وسيلة للتزيُّن أو حتى للاستعراض، مما يفقده جوهره الحقيقي.
وفي العصور الماضية، كان الحجاب يُفهم على أنّهٌ وسيلة لحماية المرأة من نظرات الآخرين، وكان يعدُّ علامة على الاحترام الذاتي والالتزام الديني وكانت المرأة المحجبة تحظى بالاحترام، لا بسبب مظهرها أو جاذبيتها، بل لأنّ حجابها كان يشير إلى نقاء نيّاتها، ورغبتها في الحفاظ على عفتها.. أما اليوم، فقد تغيّرت بعض المفاهيم، وأصبح الحجاب في بعض المجتمعات يُلبس على أنّه نوعٌ من الزينة أو الموضة، دون أن يُعطى الاهتمام الكافي للجانب الروحي والأخلاقي من هذا الفعل.
ومن المهم أن نتذكر أنّ الحجاب ليس مجرد ملبس، بل هو رسالة وواجب يهدف إلى الستر والتزام الحدود التي وضعها الدين لحماية الأفراد والمجتمع، لذلك فإنّ ما يُلبس اليوم ليس الحجاب الحقيقي، بل هو مجرد مظاهر مصنوعة تفتقد إلى مغزاها العميق (الحجاب الأصلي)، الذي كان يشير إلى الحماية والاحترام، قد تحول في بعض الأحيان إلى وسيلة لإظهار الجمال الخارجي، وهو ما يتناقض مع هدفه الأسمى في حفظ الكرامة.
وما نحتاجه اليوم هو العودة إلى المعنى الحقيقي للحجاب، الذي يتجاوز المظهر ويعكس جوهر العفة والاحترام، ويجب أن نتذكر أنّ الحجاب أمانة، على المرأة أن تحافظ عليه، وهو وسيلة لتعزيز مكانتها الحقيقية في المجتمع بعيدًا عن القيم السطحية التي قد تفرضها الموضة أو الاتجاهات الحديثة، فالحجاب هو حصانة وأمانة وقوة.