مرض الأكزيما الجلدي
2020/11/02
982

كثيراً ما نسمع من أناس أنّهم يعانون من مرض (الأكزيما الجلديّ)، وهو مرض شائع في أغلب المجتمعات، وللتعرّف أكثر على هذا المرض، والوقوف على أسبابه وعوارضه وكيفيّة علاجه سألنا (الدكتورة غادة قصير) -أختصاصية أمراض جلديّة وتجميل- التي عرّفت الأكزيما بأنّه: مرض مساوٍ للالتهاب الجلديّ غير الخطير، والأكثرية يصابون به، لذلك لا داعي للهلع عندما يشخّص الطبيب هذا المرض.

وللأكزيما مسبّبات عدة لها أسبابها وعوارضها، وبشكل عامّ تقسّم الأكزيما إلى قسمين: الأول هو الالتهاب التحسّسي، والثاني الالتهاب التماسي. والقسم الأول أي الالتهاب التحسّسي هو وراثيّ، يصيب الأطفال وتستمرّ عوارضه حتى عمر التسع سنوات، ثم تخمد لتعود بشكل جزئي في الكِبر وفي أماكن محدّدة من الجسم كاليدين، ويترافق هذا النوع مع الأمراض الناتجة عن فرط الحساسيّة في الجهاز المناعيّ والربو، أمّا النوع الثاني فيقسّم إلى قسمين: القسم الأول هو الحساسيّة الناتجة عن تأخّر ردّ فعل المسبّب للحساسيّة، مثل معدن النيكل، حيث يشتكي المريض من التهاب جلديّ في المعصم أو الأذن من جرّاء ارتداء ساعة، أو أقراط تحوي معادن مسبّبة للحساسيّة. والقسم الثاني وهو المُهيّج، ينتج عن ردّ فعل مباشر للموادّ مثل موادّ التنظيف، وأيضاً في فصل الصيف تتهيّج الحساسيّة بسبب أشعة الشمس، حيث يشكو المريض من الحكّة بسبب جفاف الجلد، ومن ثمّ احمراره، وتتشكّل حويصلات صغيرة ممتلئة بسائل، أيضاً تسبّب حكّة حادّة ومزعجة.

أمّا بالنسبة إلى العلاج فيكون عن طريق الوقاية التي هي الحلّ الأمثل للتخفيف من عوارض الأكزيما، ولكلّ نوع الوقاية الخاصّة به، فإذا كانت الأكزيما حادّة ومؤقتة ينصح الأطباء بعدم التعرّض لأشعة الشمس، والابتعاد عن الموادّ التي تسبّب الحساسيّة كموادّ التنظيف، وعدم لبس الحلي والساعات مثلاً التي تحوي معادن تهيّج الجلد. أمّا الأكزيما الوراثيّة المزمنة فهناك عدّة خطوات لتخفيف عوارضها، ففي هذه الحالة لا يحتوي الجلد على مادّة السيراميد، فيكون العلاج باستخدام مستحضرات أو مراهم تحوي مادّة السيراميد لتعويض النقص، وهذه المادّة لها خاصيّة الترطيب، وتقطع الطريق أمام الالتهاب الجلديّ ومن ثمّ الحكّة والاحمرار, أمّا الخطوة الثانية فإضافةً إلى الترطيب بشكل يومي، يجب التخفيف قدر المستطاع من استخدام الماء إلّا عند الضرورة كالوضوء؛ لأنّه يعدّ العدوّ الأول للأكزيما الوراثيّة المزمنة، وأيضاً تجنّب التعرّق، والتعرّض للرطوبة ومن ناحية أخرى في حال تفاقمت الحالة يتمّ اللجوء إلى الأدوية بشكل موضعيّ مثل عقار (الأسترويدات القشرية)، و(مضادّات الهستامين) للتخفيف من الحساسيّة والحكّة..وأخيراً تبقى الوقاية خير من قنطار علاج، مع تمنياتنا بالعافية للجميع.

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة رياض الزهراء(عليها السلام)/ العدد162
د. غادة قصير، حاورتها: سوسن بدّاح خيامي/ لبنان.

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا