التدبير قبل العمل يؤمنك الندم
2020/08/11
1779

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (اذا لوَّحتَ الفكر في أفعالك حسنت عواقبك في كل أمر) ومن كلامه أيضاً (عليه السلام): (التدبير قبل العمل يؤمنك الندم).

أحببنا ان  نبتدئ بهذا الكلام لسيد البلغاء (عليه السلام)؛ لأننا نريد أن نوضح لكن اخواتي أن البداية هي الأساس في كل شيء فالغرس الصحيح ينبت الشجر المثمر كذلك في كل أمور حياتنا فمثلاً التربية الصحيحة للطفل تبني لنا في المستقبل جيلاً طيباً صالحاً، وما نحن اليوم بصدد الحديث عنه هو البناء الصحيح لحياتنا الذي يبدأ من الأساس القوي الموضوع موضعه المناسب والتي من أحد ركائزها هو تنظيم الأوقات في حياتنا اليومية وهو موضوع حلقة اليوم حيث أنه من الضروري أن نجد الوقت المناسب لكل شيء سواء أكانت مستمعتنا الكريمة عاملة او ربة بيت أو طالبة إذ أن تنظيم شوؤن الحياة وتدبيرها بما يتوافق مع احتياجاتنا اليومية سينعكس بالتأكيد بشكل إيجابي حتى يصبح هذا التنظيم من ملكات حياة الفرد منا وتكون طريقة تساعدنا حتى في تربية أطفالنا وأداء الواجبات الاجتماعية والأعمال المنزلية والأمور العبادية إذا عرفنا كيف نعمل بالتنظيم بالشكل الصحيح 
مستمعاتي ... إن مسألة تنظيم أاوقاتنا في كل يوم تبدأ بأول خطوة وهي أن نعلّم أنفسنا كيف نقسم الأوقات حيث أن الانسان العاقل ذو اللب يعرف ما يحتاج إليه دون أن يبالغ في الراحة أو العمل أي يضع كل شيء موضعه فيقدم الأهم على المهم فيجد بعد ذلك التقسيم والترتيب النتيجة الجيدة له فمثلاً ، إن معدل حاجة جسم الانسان الطبيعية للنوم هي بين ست الى ثمان ساعات في اليوم الواحد ولكننا نجد أن بعض الناس يمضون معظم أوقاتهم في النوم إذ أنهم يعتقدون أن في النوم راحة في حين أننا نجدهم يسهرون في الليل ويقضون نهارهم غارقين في النوم وبدلاً من أن يعيش كما أراد الله إذ جعل الليل للراحة والنوم وجعل النهار للكد والعمل ومتابعة أمور المعيشة والحياة يعكس أوضاع حياته فيبدأ بفقد صحته ويتشتت في تأدية أموره الحياتية حيث أن الفرد منا اذا أدى ما عليه من الواجبات وأتم ما ينقصه من الأعمال فأنه عند ذلك سيشعر بالراحة فعلاً ، وهذه لعلها الخطوة الاولى في ترتيب الأوقات وهي أن ينام الشخص مبكراً ويجعل وقت الليل للراحة والسكينة، والنهار ينجز به ما يريد وما كان ينوي فعله في الليل ومن يتابع هذه العملية سيجد الفرق بالتأكيد ويعرف كم أنه كان مخطيء حين كان يقضي ليله بالسهر ونهاره بالنوم لأنه عكس الوضع الطبيعي للحياة. 

والآن نريد أن نورد إليكن فكرة للتنظيم الحياتي اليومي إذ أن بعضنا يشبه حياته مثل الصناديق وكل صندوق منها له تسمية مثل صندوق العمل الذي يفتحه فقط في وقت العمل ولا يفتح معه صندوق التسلية أو الواجبات الأسرية ويغلق هذا الصندوق بعد العمل ولا يفتحه حين يمارس وقت الترفيه أو وقت الاهتمام بالعائلة وهكذا، يضع كل شيء موضعه ونحن أيضاً علينا أن نجد من هذه الصناديق التي نضع كل شيء فيها في موضعه ويمكننا الاستعانة بالكتابة أي أن نكتب في دفتر خاص الساعات اليومية وما نحتاج الى تأديته في اليوم الواحد وأن نلزم أنفسنا بالوقت المحدد دون أن نشرك عمل بعمل آخر فمثلاً الوقت المخصص للتنظيف لا يجب أن نشرك به وقت الترفيه أو وقت المطالعة إذ أن هذه الأمور يجب أيضاً أن تكون لها ساعاتها المخصصة وينبغي الانتباه الى أن التقسيم اليومي للأوقات يختلف من فرد لآخر بحسب احتياجاته وأولوياته وحين نعرف أهمية ولذة التنظيم سنجد طعم آخر للحياة حيث لن نترك أي عمل غير منجز ونعيش بسعادة وهنالك من الأشخاص من يجعل من ضمن تقسيماته عمل أسبوعي للأمور التي تحتاج الى وقت وجهد أكبر وهكذا شيئاً فشيئاً نتعود على هذا النظام ويتعلم باقي أفراد الأسرة على التنظيم والترتيب ويكون وقت اجتماع العائلة مثلاً من الأوقات المقدسة اليومية التي لا يتركها أحد والتي نجدها اليوم بدأت تقل في بعض البيوت حيث أن كل فرد يعيش وكأنه لحاله وهذا أمر يجب الاهتمام به وأهمية تخصيص وقت لاجتماع أفراد الأسرة وأن يعلم الجميع أنه وقت مهم لا يشاركه أي شيء آخر. 

من القواعد الأساسية في تنظيم الأوقات وتنظيم الأعمال هي حُسن الأعمال ، فالأعمال التي يجب علينا القيام بها والتي نريد لها أن تكون خاضعة ضمن جدولنا اليومي ينبغي أن نكون مراعين أهميتها بالنسبة لحياتنا ولحياة أسرنا ومجتمعنا فمثلاً تلاحظن اخواتي أن الذي لا يهتم لنيل مرضاة الله في أعماله فإن كل ما يقوم به يكون هباءً، أي أن الزوجة التي تعمل في بيتها وتهتم بشؤونها وتسعى الى تنظيم حياة أسرتها خصوصاً إن كانت تنوي القربة لله تعالى فإنها ستجد التوفيق والتسهيل بكل ما تقوم به حتى العامل في عمله بغض النظر عن نوع ما يؤديه من عمل إن هو سعى الى أن يتم عمله بما يرضي الله ويعمل لكسب الرزق الحلال فإن الله حتما سيوفقه ويضاعف له الأجر ، فكيف إذا كنا نعمل وفق آلية منظمة نجعل أهم محاورها هو أن تكون أعمالنا صالحة مرضية لله ونجملها بتنظيم أوقاتها وترتيبها فبالتأكيد ستكون ذات نتائج مبهرة مثمرة في وقت واحد قد نتعجب نحن أنفسنا حين ننتهي منها كيف أننا قمنا بكل هذا العمل في هذا الوقت البسيط؟ 

التوكل على الله أولاً والأعمال المفيدة الصالحة التي نقوم بها وبالتأكيد التنظيم الجيد المرتب هذه هي انطلاقة أعمالنا ستكون، إذن أخواتي المستمعات لنتوكل على الله ونعمل في هذا الإطار الرائع الذي تعمه الايجابية والتفاؤل. 

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج صدى القلوب-الحلقة الأولى- الدورة البرامجية54.

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا