السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا أم وأضطر أحياناً أن ألجأ الى ضرب أولادي بعد أن أستخدم كل الوسائل من التملق والتهدئة والترغيب ولن تجدي نفعاً.. فهل يضر ذلك؟

الإجابة:

 حياكم الله في مركز الكفيل للإرشاد الاسري أختي العزيزة فيما يخص مسألة تربية الأبناء هناك طرق عديدة ووسائل مختلفة تسهم في عملية التربية...ولا اعلم ان كان ابناؤك في السبعة الأولى من العمر أم في السبعة الثانية؟ فإن كانوا ضمن السبعة الأولى أي من (١-٧) سنوات فهنا يوصي أئمة أهل البيت بتركهم وعدم التشديد والتضييق عليهم لقول الامام الصادق عليه السلام (دع ابنك يلعب سبع سنين..)، ففي هذه السنوات الأولى لابد للطفل من اشباع رغبته في اللعب واللهو والمرح.. ولا يشدد عليه ولا يعاقب إلا للضرورة القصوى والعقوبة تكون بأساليب مختلفة آخرها الضرب الخفيف غير المبرح بقصد التأديب لا التشفي ولا يزيد الضرب عن ثلاث ضربات وأن يكون بإذن الأب أو الحاكم..

وهذا كله إذا انحصر التأديب في الضرب يعني لابد من التدرج في مسألة العقوبة فممكن ان ننصحه اولا وممكن ان نهدده ثانيا وممكن ان نهجره (نزعل عليه) ثالثا وممكن ان نحرمه رابعا وغيرها من اساليب العقوبة دون الاضطرار الى الضرب.. اما اذا لم ينفع ذلك كله فممكن ان نضربه مع مراعاة الشروط التي ذكرتها واؤكد على مسألة الضرب في (الضرورة)، وأما إن كان الطفل في المرحلة العمرية الثانية(٧-١٤) فهنا يعلمنا الإمام(ويؤدب سبع سنين) والتأديب هنا بمعنى أن نلزمه بجملة من الأمور التأديبية أكثر من المرحلة السابقة كأن نعلمه الطاعة والامتثال للأوامر ونعلمه الاحكام والفرائض ونؤدبه بالأخلاق الاسلامية الفاضلة.. ومع مخالفته وعدم استجابته ممكن ان نعاقبه بطرق مختلفة كما ذكرتها سابقا وبالشروط نفسها إلا أن التشدد معه في هذه المرحلة يكون أكثر من السابق ولا نلجأ للضرب كما ذكرت الا (للضرورة) وفي حالة توقف التأديب عليه، أي لا وسيلة تنفع معه الا الضرب، أما اذا كانت هناك وسائل أخرى كالنصح والتهديد والحرمان والهجران فلابد من اتخاذها أولاً؛ لأن للضرب خصوصاً الدائم والمتكرر يخلق آثاراً سلبية عند الطفل سواء جسدية أو نفسية كفقدان الثقة وتعزيز السلوك العدواني وغيرها الكثير من الآثار السلبية.

سددك الله تعالى لاختيار أفضل الطرق وأنجعها للتعامل مع أبنائك وأقرّ الله بهم عينيك.

الباحثة فاطمة الأسدي