بين إطلاق الحبل على الغارِب وبين
تضييق الخناق وشد الحبل توجد ايتها المربيات الفضليات منطقة وسطى،
وخير الأمور أوسطها. وهي منطقة (الترشيد)
فإرخاء الحبل زيادة عن اللزوم يفضي
إلى الدلال المُفسِد والمُخرب لأخلاق وسلوكية الشاب والفتاة، لأنهما
حينئذ سيأمنان العقوبة المادية أو المعنوية فيسيئان الأدب، كما هو
شأن كل إنسان غيرهما.
كما أن شد الحبل هو من باب الضغط
الذي يولد الانفجار، ولا مصلحة للوالدين لا في (التسيب) ولا في
(الكبت)؛ لأن نتائجهما معروفة سلفاً،
فحتى في الأسر التي يبدي فيها
الأبناء والبنات احتراماً ظاهرياً للوالدين المرخيين للحبل والشادين
له، كثيراً ما يتم اختراق وخرق الالتزامات الأدبية في السر إن لم
يتح خرقها في العلن.
وهناك اخواتي (ترشيد) و(إرشاد) والترشيد هو (ترويض) لقبول الأصلح والأنفع، ولذلك الفضيلة – عند علماء الأخلاق – موقف وسيط بين رذيلتين، وفي وصفه تعالى لعباد الرحمن (وَالذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) (القوام) هو حالة (الترشيد) وهي مبدأ تربوي كما هي مبدأ اقتصادي وسياسي وإداري أيضاً.
وإما (الإرشاد) فهو النصيحة السابقة على الفعل، المقدمة التي تسبق (الترشيد).. هي (الوقاية) و(الترشيد) العلاج.
سؤال تسجيلي مع
ضيفة:
- الزهد بنصائح الأهل.. لماذا؟
يطرح بعض الآباء والأمهات سؤالاً مهماً: لماذا يُعرِض أبناؤنا وبناتنا عن نصائحنا؟ لماذا يسدون أسماعهم عن وصايانا لماذا لا يأخذون بتعاليمنا وتعليماتنا؟ هل انتهى زمن النصائح واندثر؟
من جهتهم، يقول الأبناء والبنات في
الرد على هذه المؤاخذة: آباؤنا لا يملكون إلا النصائح المجردة.. لا
نجد لما يقولون تطبيقاً؟ نصائحهم لا تتناسب وطبيعة العصر.. زمانهم
غير زماننا.
أخواتي الكريمات بدلاً من لغة (لا
تفعل) – والحديث هنا في غير المحرمات التي لا مجال للترشيد ولا
للترخيص فيها- يُسحتسن استخدام لغة (إفعلْ
ولكن...) فلغة التمثيل
والشواهد، أنفع في تقريب الفكرة، فبدلاً من المنع عن اللعب – بشتى
أجناسه- يُقال: إلعَب ولكن بقدر.. تذكر أن لديك مسؤوليات أخرى
تنتظرك.. والإسراف حتى في اللعب مضر، وبدلاً من منع فتاة عن مرافقة
أو مصاحبة فتاة أخرى لم يتبين بعد صلاحها من عدمه، يُقال: خذي حذرك
كوني يقظة، فليست الفتيات كلهن سواء أو مثلك في الأدب، لا تطرحي كل
الثقة فيمَن تُصاحبين حتى تثبت لكِ التجربة عكس ذلك.
بدلاً من المنع في الإنفاق، يُقال: هذا المال مالك، فبدلاً من أن تُبذرهُ في المشتريات غير الضرورية أو الضرورية التي يطغى فيها جانب على جوانب واحتياجات ضرورية أخرى، وفر بعضه لوقت آخر، لحاجة أخرى، وهكذا فيما سوى ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
برنامج عبق الزنبق- الحلقة العاشرة -الدورة البرامجية-57.
الزهراء (عليها السلام) أُسوة وقدوة