إفشاء الأسرار الزوجية
2019/08/31
1144

 

للأسف الشديد هناك الكثير من الأزواج والزوجات يقومون بإفشاء أسرار الحياة الزوجية بشكل أو بآخر ولكن يجب أن تحفظ الزوجة أسرار زوجها وأولاده وماله وبيته وشرفه فعن رسول الله محمد (ص وآله) أنه قال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

 نعم إن الله تبارك وتعالى سيسأل يوم القيامة كل امرأة افشت سر زوجها لأن المرأة مؤتمنة على أسراره حيث قال رسول الله (ص وآله): (( إذا حدث رجلاً بحديث ثم التفت فهو أمانة )) وقال (ص وآله): (المجالس بالأمانة )) فما الداعي والمبرر أن تخبر الزوجة امها بحال زوجها المادي؟ فهذا سر وما المبرر ان تخبر الزوجة جارتها بما يفعله زوجها داخل البيت ؟ فهذا سر ولا يجوز شرعا ان تفشي المرأة أسرار زوجها التي لا يرغب باطلاع الناس عليها سواء أفشت السر لأمها أو أختها أو لجارتها بل والأسوء من ذلك هو افشاء العلاقة الخاصة بين الزوجين فهذا سر عظيم سيسأل الله عنه يوم القيامة أحفظ أم لم يحفظ، فقد قال رسول الله (ص وآله): (عسى رجل يحدث بما يكون بينه وبين أهله أو عسى امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها فلا تفعلوا فإن ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق فغشيها والناس ينظرون)، فمن أخلاقيات الزوجة المسلمة ألا تفشي لزوجها سراً، فإن فعلت فهي بذلك تضعف بيدها أواصر حياتها الزوجية وما في قلب زوجها لها من تقدير واحترام، فالزوج عندما يبوح بسر ما لزوجته فإنه يعتبرها أقرب الأقرباء إليه.
 أخيتي الكريمة نظراً لخطورة ما يترتب على إفشاء السر على استقرار الحياة الزوجية، وبخاصة فيما يتعلق بالزوجين فقد حذر الاسلام الزوج والزوجة سواء بسواء من معصية الوقوع في هذه الرذيلة.
لا تنزعجي مستمعتي اذا قلنا إن النساء أكثر ميلاً من الرجل لافشاء الأسرار نظراً لقدرتها المحدودة على تحمل متاعب كتمانها ومما يساعد على اكتساب المرأة هذه الصفة أكثر من الرجل إنها مياله عادة الى كثرة التحدث عن الرجل، فحين تلتقي المرأة بصديقاتها فإنه يحلو لهن التحدث في كثير من أمورهن الشخصية بما في ذلك أسرار حياتهن الزوجية.

في مقابل ذلك فإن هناك نساء أكثر أمانة على السر من بعض الرجال، فالامر يتوقف على الطباع والاخلاقيات عزيزتي الزوجة لا تخربي بيتك بلسانك إذ أن افشاء الأسرار الزوجيه،او جعل مايدور في بيت الزوجيه من خبايا وامور خاصه موضع حديث بين الزوجة وغيرها من الزوجات له خطورة بالغة وكبيرة ولذلك حذر رسولنا الكريم(ص وآله) المرأة من أن تنعت لزوجها امرأة أخرى بقوله: (لاتباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها..) وعلى العكس من هذا ، فإن حديث المرأة عن أسرارها الزوجية بطريقة تسيئ الى زوجها قد يحمل أيضاً خطراً كبيراً حين تشجعها إحدى المستمعات على هذه الإساءة وتحرضها على زوجها ولو بطرق ملتوية، ربما لغيرة منها في نفسها.

     إن أسرار الحياة الزوجية أسرار يحرم إفشاءها، والأزواج العاقلون هم الذين يسترون عيوبهم وأسرارهم عن الناس، وعند حدوث الأزمات والمنازعات بينهم تجدهم يصلحون أخطاءهم بأنفسهم دون أن يدعوا الأهل والأقارب والأصدقاء خشية إفشاء أسرارهم وخباياهم  ولتعلمي أيتها الزوجة أن كثيراً من الناس ممن تظنين بهم حسن النية والخلق القويم قد ينتهزون الفرصة للشماتة والحقد مما يعود عليك بالخراب .. فمتى ما وقع خلاف أو نزاع  اصبري ولا تتهوري لئلا تفشي سراً فإن ذلك احفظ لك ولزوجك ولعائلتك.

 

 

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: عش السلام- الحلقة الثانية عشرة - د31.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا