كأن خلف باب المنزل غابة مليئة بالوحوش
2024/06/19
315

السلام عليكم .. ولداي شابان أحدهما أكمل الدراسية الجامعية والآخر ما زال طالبًا في الجامعة، يعانيان من الرهاب الاجتماعي ويعيشان العزلة والانطواء فلا أصدقاء ولا خروج خارج البيت، الكبير لا يعمل محتجًا بعدم تكيفه مع هذا المجتمع المخيف، والطالب في العطلة الصيفية لا يذهب لأي مكان سوى للجامع وقت الصلاة، أفكر دومًا بمصيرهما إذا رحلنا أنا وأبوهما عن هذه الحياة، هل لديكم نصائح كي أجعل منهما شابين سويين يواجهان الحياة بكل مصاعبها ويتغلبان على مخاوفهما؟ 

الإجابة: 
وعليكم السلام ورحمة الله .. أختي العزيزة هناك أسباب عديدة للجوء أبنائك إلى الانطواء والعزلة من أهمها :

1. اعتياد الشخص على الوحدة من الصغر: عندما ينشأ الطفل في بيئة غير اجتماعية سوف يصبح أكثر ميلًا وتعودًا على العزلة، ويزداد الأمر إن كان أحد الوالدين يتمتع بالصفة ذاتها.

2. عدم الثقة بالنفس: من أهم أسباب الميل إلى العزلة والانطواء التي تجعل الشخص يتجنب التواصل الاجتماعي مع غيره ولا يفضل الوجود في الجلسات مع الأصدقاء هي أن لديه مشكلة عدم ثقة في ذاته. وقد ينشأ هذا منذ الصغر إذا كان لدى الطفل مشكلة أو عيب ويقوم الأطفال المحيطون بالتنمر تجاهه، فتهتز هذه الثقة ولا يشعر بالراحة إلا إذا كان بمفرده.

3. الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي: من الأمور التي سببت للكثيرين الميل إلى العزلة والانطواء هي انشغالهم بمواقع التواصل الاجتماعي وهذه الحياة الافتراضية التي تساعد في الترفيه عن النفس بالعديد من السبل.
فقد أسهمت هذه المواقع بشكل كبير في القضاء على الحوارات والأحاديث المتبادلة بين الأشخاص لاسيما في محيط الأسرة، فكل فرد فيها يجلس أمام الجهاز الذكي ليقضي معظم وقته في هذا الأمر.

4. الإصابة بالقلق والتوتر: الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب نتيجة ضغوط الحياة أو الاصطدام في شخص وغيرها من الأسباب، حيث يزداد الشعور بالقلق والضيق ويسبب آثارًا نفسية عديدة ومن ثم تفضيل الجلوس منفردًا والميل إلى العزلة والانطواء.

5. انفصال الأب والأم: عندما يشعر الابن بأن هناك مشاكل عديدة بين الوالدين قد تصل إلى الانفصال، سوف يميل للعزلة والانطواء ليهرب من هذه المشاكل لأنه لا يريد المواجهة.

6. عدم القدرة على التواصل: بعض الأشخاص لا يملكون القدرة على تبادل الحديث مع غيرهم بطلاقة ويميلون للصمت في معظم الأوقات، ولذلك يفضلون البقاء بعيدًا عن تلك المواقف وقد يرجع هذا إلى التربية أو قلة الثقافة والتطلع.

7. المعاناة من مشكلة ما: مثل فقدان عزيز بسبب الوفاة، أو الخيانة الزوجية وحدوث الطلاق، أو فقدان الأموال والإفلاس، فهذه الصدمات القوية تجعل المصاب بها يبتعد عن الأجواء المحيطة التي اعتاد أن يكون فيها.
وقد يكون الميل إلى العزلة والانطواء هنا أمر مؤقت، وذلك في حالة مدى عزيمة الشخص وقدرته على تجاوز المشكلات.

8. الوصول إلى مرحلة المراهقة: يميل بعض المراهقين إلى العزلة والانطواء خلال هذه المرحلة نتيجة التغيرات التي تحدث في شخصيته ونمو جسمه، حيث تحدث اختلافات في الهرمونات يمكن أن تسبب شعورًا بالتوتر مما يدفعه للبقاء بمفرده.

 

والحل يكمن في عدة أمور :

1. التعرف على بعض الأصدقاء، حتى إن كان عددهم محدودًا فوجود بعض الأشخاص في حياتهم سيساعد في مقاومة شعور الميل إلى العزلة والانطواء على أن يكون هناك تواصل دائم معهم.

2. الانضمام إلى مجموعات، سواء في النادي أو الأنشطة المختلفة، ينبغي البحث عن نشاط جماعي يقوم به ليعتاد على الوجود وسط أشخاص آخرين والعمل في فريق، فهذا يساعد كثيرًا في التغلب على العزلة والانطواء. ويمكن ممارسة رياضة جماعية، فهي من الطرق الفعّالة لتكوين علاقات اجتماعية، كما أن الرياضة تساعد في زيادة الثقة بالنفس.

3. وضع أهداف في الحياة، فعندما تكون لدى الشخص خطط وأهداف يسير عليها يتمكن من تجاوز هذه المشكلة لأنه يسعى جاهدًا لتحقيق هذه الأهداف.

4. الإكثار من المطالعة والمعرفة، فهذا يزيد كثيرًا من لباقة الشخص وقدرته على الحديث مع الآخرين مما يزيد الثقة في النفس، وهذا يؤدي إلى اهتمام وشغف الأشخاص المحيطين بالتواصل مع الشخص الذي يميل للعزلة.

5. التغلب على المشكلات، حيث أن المرور بمشكلة ما لا يعني توقف الحياة، بل تنبغي مواجهة المشكلة وتفادي أسبابها مستقبلًا، كما أن التواصل مع الأشخاص يساعد كثيرًا في نسيان المشكلة بشكل أسهل وأسرع.

 

 

الباحثة المختصة
مائدة الدوركي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا