السلام عليكم.. أنا والدة لصبيين في
مرحلة المراهقة وأعاني جدًا من كثرة المشاكل بينهما، علمًا أني
ووالدهما تربويان ونتعامل معهما بشكل حضاري دون قمع أو ضرب أو شدة،
بل نتبع الأسلوب المتوازن أي لا لين دومًا ولا شدة دومًا.. ولكني
أخشى أن تكبر المشاكل بين ولديّ ونصل لمرحلة لا نستطيع السيطرة
عليها.. كيف لنا أن نجعلهما متحابين ومتفاهمين في ما
بينهما؟
الإجابـــة:
عزيزتي، إن مشكلة الخلاف بين
المراهقين من أبرز المشاكل التي يعاني منها العديد من الأولياء
فلستِ الوحيدة التي تعاني منها لأن الصراعات بين الأولاد قد تكون
لأسباب تافهة ولكن المراهق يراه شيئًا كبيرًا ويمثل له الكثير، لذلك
يثور ويغضب ويلجأ إلى العنف تعبيرًا عن الرفض، فنظرة المراهق إلى
المواضيع الحياتية ليست مثل نظرتنا لها، فنحن أكثر نضجًا منه ولنا
القدرة على التعرف على الأبعاد الحقيقية للمشكلة مقارنة بالمراهقين،
لذلك من أجل التخفيف من الصراعات والمشاحنات بين الأبناء عليك
الاعتماد على النصائح الآتية مع المواظبة عليها إلى أن تلاحظي أن
سلوكياتهم أصبحت تتجه إلى الهدوء والتواصل بشكل إيجابي :
١. تحديد لكل مراهق أغراضه الخاصة به والتنبيه على كل منهما بعدم العبث بأغراض الآخر إلا بإذنه.
٢. تفعيل عامل التواصل الإيجابي، داخل الأسرة وفي البداية ينبغي أن يكون التواصل ذا قنوات مفتوحة ويتشارك فيه جميع أفراد الأسرة، فالتدريب على طرق التواصل أمر ضروري جدًا حتى لا يلجأ أطرافها إلى المشاجرة أو ردة فعل سلبية تجاه الآخر.
٣. النظر إلى الأسباب التي دائمًا ينشب بسببها الصراع والخلاف حتى نقوم بتفادي ذلك والتعامل مع السبب بطريقة مباشرة، فلا ينبغي أن تتجاهلي السبب وأن تقولي إن السبب تافه بل عليكِ أن تتعرفي على فكرة كل مراهق حول الموقف فهذا الأمر ضروري فليس من المهم كيف ننظر نحن إلى الموقف المسبب للخلاف من زاويتنا بل علينا النظر إليه من زاوية المراهقين حتى نفهم أبعاد المشكلة الحقيقية والأفكار المؤدية إلى ذلك.
٤. التعرف على متطلبات المرحلة العمرية وأهم الاهتمامات التي يسعى أبناؤك إلى تحقيقها ومحاولة تلبيتها وفقًا لسلوكه، بمعنى افرضي عليهم سلوكًا معينًا في طرق التعامل مع بعضهما ولو تم الإخلال بأحد هذه العناصر فلن يحصلوا على ما يرغبون الحصول عليه.
٥. إشراك أبنائك في بعض النشاطات لتنمية الرابط الروحي العاطفي بينهم.
٦. التحدث المستمر إلى المراهقين والتعرف على أفكارهم الداخلية فالمراهق يعيش نوعًا من الصراع الداخلي الخاص بالتغيرات الفسيولوجية لذلك تجدينه يتعصب ويثور لأتفه الأسباب، فمن الضروري علينا التكفل بهم وإحاطتهم بالحب والحنان والاحتواء، حاولي تطبيق هذه النصائح لتجدي نتائج إيجابية بإذن الله.
الباحثة المختصة
حوراء الأسدي