مراعاة العفاف في شأن الفتيات
إنّ من المهم للفتيات بشكل خاص
تأصيل مراعاة العفاف وتجنُّب الاختلاط ما أمكن، والابتعاد عن أساليب
الإغراء في حالات الاختلاط التي لا محيص عنها، فالمرأة هي الأكثر
تضرراً بالحوادث المنافية للعفاف ابتداءً من التصرفات غير اللّائقة
وانتهاءً بالعلائق غير الشرعية على ما أشير إليه في قوله تعالى في
حكمة الحجاب: ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾
(الأحزاب: 59).
كما أنّ دورها بوصفها مصنعاً
للإنسان ووالدة تحتضن الطفل بين أحشائها ثم حاضنة للطفل ومربية له
هو (الدور الأهم) بالمقارنة مع دور الرجل؛ ولذلك تكون سلامتها
ونقاؤها وطهارتها أكثر تأثيراً على سلامة الأطفال الذين هم أمهات
الغد ورجال المستقبل.
ومن الملاحظ في كثير من الموارد أنّ
المرأة تنزلق -من حيث لا تحتسب ولا تريد- إلى السلوكيات الخاطئة
والعلائق الآثمة، في حين أنها لم تكن تنوي بمظاهر الإغراء الانتهاء
إلى تلك النهايات، إلا أنّ أساليب الإغراء هي لغة الطبيعة والعرف في
جذب الطرف الآخر، فلا ينبغي استخدامها على وجه خاطئ كما أوضحت ذلك
في (رسالة المرأة في الحياة).
كما لوحظ أنّ المرأة تتسرع في كثير
من الحالات إلى التصديق بما يُبدى لها من العواطف بغية التواصل إلى
تكوين الأسرة السعيدة المبنية على المودَّة والمحبَّة، ولا تميّز
بين العواطف الصادقة والرغبات العابرة! فتُبتلى بالخيانة المرّة
والاستغلال المؤذي ممَّن لا يستحق الثقة، وتلك صرعة الاسترسال التي
لا تُستقال، وكم من حالات في الحياة يطّلع عليها المرء فتملأ النفس
همّاً وأسىً على الفتاة! وغيظاً على مَن باشر ذلك أو فرّط في شأنها
بما أدى إلى تلك النتائج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
✍️ السيد محمد باقر السيستاني
الحسد.. آفة القلوب وسخط السماء