حائرة بين علاقة زوجية مرهقة وبين انفصال يشتت عائلتي..
2024/02/17
286

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

  أنا امرأة في العقد الثالث من عمري، تزوجت زواجًا مبكرًا وكان زوجي كلّ شيء بالنسبة لي، عشرون عامًا مضت على زواجنا ولكن جذوة الحب بدأت تنطفئ بسبب سوء معاملته لي ولأولادنا وتحوّلت مشاعر الحب والاهتمام لأولادي لكي يسيروا على الطريق الصحيح وأن أقرّبهم الى الله تعالى وأهل البيت عليهم السلام بكل ما أوتيت من قوة.

عصبية زوجي المفرطة وعناده غير المبرر وتجاهلي بل التعنيف الذي أتلقاه منه طوال هذه السنوات جعلتني أفكر بالانفصال عنه لأني جربت طرقاً متعددة للتعايش مع صفاته السيئة ولكنها بدأت تزداد سوءًا عامًا بعد عام، والأسوأ من ذلك أنه بدأ بمعاملة ابنتي اليافعة بالأسلوب نفسه ودائمًا ما يصب غضبه عليها لأنه يدفع أقساط مدرستها الأهلية حتى بدأت تنفر منه وتتجنبه؛ لأنه دائمًا ما يحتقرني وهي لا تقبل بذلك، وكذلك لسوء معاملته إياها مع أنها تطيعه وتخدمه.

  أودّ الانفصال عنه ولكن لا أستطيع طلب ذلك لأني أخاف على أولادي ولا أريد أن يكونوا هم الضحية لأنهم اعتادوا على وضع معيشي معين وأخشى أن يتأذوا نفسيًا ولكن في الوقت ذاته بدأ هذا التصبر والتحمل يرهقني، أرجو منكم مساعدتي، هل إذا انفصلت عنه أكون آثمة عند الله أو أكون ظالمة لأولادي؟

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

عزيزتي، لكل بنت حلم تعيشه قبل الزواج وتتمنى أن تكون حياتها عبارة عن علاقة مثالية كلها حب وعواطف متبادلة، وزواجك وأنتِ في عمر مبكر جعلك تحملين مشاعر فيّاضة لزوجك كلها حب وهذا من حقكِ وهو المطلوب، لكن للرجال رؤية تختلف عن أحلام المرأة وكلّ منهم حسب تربيته وطبيعة تعامله مع الآخرين، فبعض الرجال يفكر كيف يربح في تجارته ولو على حساب راحة زوجته ومشاعرها لأنه يعتقد وكما هو متعارف أن الزوجة تتحمل وتصبر وتسند زوجها، وكلما كان همّه بالعمل ثقيل ابتعد عن اللطف وصب كل غضبه في بيته والزوجة هي التي عليها أن تتقبل وأن هذه المعاملة أمر طبيعي لا يجد فيه ظلمًا للزوجة.

أختي الفاضلة:

غيّري كلّ شيء في مظهرك وبيتك وبما هو موجود لا تطلبي منه شيئًا، فكّري في كل ما يثير غضبه وابتعدي عن هذه المواقف، عوّديه على تلقي غضبه بالكلام الطيب واصبري ربما يعود الى التفكير السليم في معاملته لكِ.

عزيزتي:

عوّدي ابنتكِ على شكر والدها باستمرار وبيان فضله في بذل المال الذي يجاهد ويتعب لكي يوّفره لها.

    اعلمي أن العشرة بعد هذا الوقت أكثر تأثيرًا من الحب استثمري ما يحب أو يكره حتى تتقربي إليه منها وابتعدي عن الأخرى، لا تعكسي علاقتك بزوجك على أولادك حتى تبقى علاقتهم ببعض طيبة وتكون البنت حمامة السلام بينكما.

    لا تفكري بالانفصال لأنك ما زلتِ شابة ومن الصعوبة أن تواجهي الحياة بمفردك أو الاتكال على الآخرين، لا تتركي أولادكِ في حيرة من أمرهم بينكِ وبين والدهم وتوجهي الى الباري عزّ وجلّ بالدعاء والاستغفار والبكاء في السجود فالله يسمع ويرى وإن شاء الله يهدي زوجك وتجدين ما تحبين فيه ويجد ما يرغب به عندك.

 

 

الباحثة المختصة

مائدة الدوركي


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا