لقد أولى الإسلام اهتمامًا كبيرًا بمسألة الأسماء إذ أن للاسم دلالة على المسمى من الفأل الحسن وغيره، وأثرًا وضعيًا للحب والكره، فقد جاء في كلام الحكماء: إن أحبكم إلينا قبل أن نراكم أحسنكم اسمًا، فإذا رأيناكم فأحسنكم وجهًا، وإذا سمعناكم فأثبتكم منطقًا، وإذا اختبرناكم فأحسنكم عملًا، أما سرائركم فبينكم وبين ربكم، وجاء في رسالة الحقوق عن الإمام السجاد (عليه السلام): "وحق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، ويحسن أدبه، ويعلمه القرآن".

وجاء في الحديث: "تسموا بأسماء الأنبياء "وأحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها: حارث وهمام وأقبحها: حرب ومرة.

سؤال موجّه لأستاذة حوزوية: ما أثر اختيارنا أسماء عربية فصيحة لأبنائنا في الحفاظ على أصالة اللغة العربية؟
من الجدير أن اللغة العربية الفصحى تزخر بعدد هائل من أسماء أولاد وبنات عربية فصحى نادرة ذات معانٍ جميلة، وفي ظل انتشار موجة التسمية بالأسماء الأجنبية والغربية، ما زالت الأسماء العربية الفصحى تحظى باهتمام أصحاب الأذواق الرفيعة لتميزها وفصاحة معانيها. 

تسمية الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)..
ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عن آبائه، عن أسماء بنت عميس، قالت: قبلت جدتك فاطمة بالحسن والحسين، فلما ولد الحسن (عليه السلام) جاء النبي (صلى الله عليه وآله)
فقال: يا أسماء، ألم أعهد اليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء، فلففته في خرقة بيضاء ودفعته اليه، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ثم قال لعلي (عليه السلام): أي شيء سميت ابني؟
قال: ما كنت أسبقك باسمه يا رسول الله
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ولا أسبق انا باسمه ربي، ثم هبط جبرئيل
فقال: يا محمد، العلي الأعلى يقرئك السلام
يقول: علي منك بمنزلة هارون من موسى، ولا نبي بعدك، سم ابنك هذا باسم ابن هارون
قال النبي (صلى الله عليه واله): وما اسم ابن هارون؟
قال: شبر، قال (صلى الله عليه وآله): لساني عربي!
قال جبرئيل : سمه الحسن؟
قالت أسماء: فسماه الحسن، فلما كان يوم سابعة عق النبي (صلى الله عليه وآله) عنه بكبشين أملحين، وأعطى القابلة فخذًا ودينارًا، وحلق رأسه وتصدّق بوزن الشعر ورقًا، وطلى رأسه بالخلوق (نوع من الطيب أعظم أجزائه من الزعفران)
ثم قال: يا أسماء، الدم فعل الجاهلية
قالت أسماء: فلما كان بعد حول ولد الحسين (عليه السلام) وجاءني النبي (صلى الله عليه وآله)
فقال: يا أسماء، هلمي ابني، فدفعته اليه في خرقة بيضاء، فأذن في أذنه اليمنى
وأقام في اليسرى ووضعه في حجره فبكى
فقالت أسماء: قلت فداك أبي وأمي، مم بكاؤك؟
قال: على ابني هذا
قلت: إنه ولد الساعة يا رسول الله
فقال: تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي
ثم قال: يا أسماء، لا تخبري فاطمة بهذا فأنها قريبة عهد بولايته
ثم قال لعلي: أي شيء سميت ابني؟
قال: ما كنت لأسبقك يا رسول الله
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ولا أسبق باسمه ربي عز وجل، ثم هبط جبرئيل
فقال: يا محمد، العلي الأعلى يقرئك السلام
ويقول لك: علي منك كهارون من موسى، سم ابنك هذا باسم ابن هارون
قال النبي (صلى الله عليه واله): ما اسم ابن هارون؟
قال شبير قال النبي (صلى الله عليه وآله): لساني عربي!
قال جبرئيل: فسمّه الحسين، فسمّاه الحسين، وبهذا الإسناد عنه (عليه السلام): إنه سمي حسنا يوم السابع واشتق من اسم الحسن الحسين وذكر أنه لم يكن بينهما الا فترة الحمل.

ومن الجدير بالذكر أن من أعظم أسماء البنات العربية هو اسم (فاطمة) ومعناه (الفطم) ويعود إلى سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّما سُمِّيت ابنتي فاطمة لأنَّ الله عزّ وجلّ فطمها وفطم من أحبَّها من النار)، وهو من أحب الأسماء عند أهل البيت (عليهم السلام) ولا يخلو بيت من بيوتهم من اسم فاطمة، وحذا حذوهم كل محبي السيدة فاطمة (سلام الله عليها)، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى فاطمة وأبيها وبعلها وبينيها والسر المستودع فيها بحق محمد وآل محمد وبركاته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج رصانة وجمال - الحلقة الرابعة - الدورة البرامجية 79.