فقدت شغفي بالحياة..
2024/01/30
305
السلام عليكم..
أنا طالبة جامعية وقد تعرضت لضغط شديد في الدراسة إضافةً إلى وضع الأسرة غير المستقر وظروف الحياة الصعبة التي حملتني مسؤولية أكبر مني وأشعر أحيانًا أنّي لا أقدر عليها كوني فقدت أمي وأبي منذ ثلاث سنوات مضت ومنذ لحظة رحيلهم إلى الآن أرى أن الحياة صارت مظلمة في عيني حيث بقيت أنا وأخوتي نكابد الحياة التي خذلنا فيها أقرب الناس إلينا كما كُنا نحسبهم.
أنا بحاجة إلى كلمات من حضراتكم لمن لا يملك الشغف وحب الحياة ويفتقر إلى الدافع في جميع خطواته وقد غيّم الحزن طريقه، كلمات أطلبها منكم لأنكم من أهل الدين حيث مصدر الثقة والاطمئنان وأيضًا نصائح لمواجهة الحياة ولكم منّي خالص الدعاء.

الإجابة:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الحبيبة لا يخفى عليكِ وأنا اتوسم فيكِ سمات الوعي والثقافة والالتزام أن الدنيا دار امتحان ودار ابتلاء وأنها مقدمة للآخرة فهي ليست الهدف والغاية بل هي الوسيلة التي من خلالها نصل إلى أعلى درجات التكامل أو أدناها لاسيما لمن وعى تلك الحقيقة وأدرك عمقها.

فعليك بالصبر والتكيف مع الواقع لكي تنالي أجر الصابرين ورفيع درجاتهم كما ورد في الحديث : "يا موسى ما خلقت خلقاً أحبَّ إليّ من عبدي المؤمن، وإنّما أبتليه لما هو خير له وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرضَ بقضائي أكتبه في الصدّيقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري".

لا تجعلي مشاعر الحزن واليأس والاحباط تنال من إيمانك، أنتِ قوية ما دمتِ بعين الله تعالى، استثمري ذلك الإيمان في مواصلة دربك والتركيز على هدفك، اجعلي من شهادتكِ مقدمة لنيل رضا ربك وخدمة إمام زمانك، اهتمي بإخوتك ورممي صدع فقدان والديك في نفوسهم، فكلما تآلفتم وارتبطتم وساند بعضكم بعضًا كلما كان أقرّ لعيني أبويك في قبرهما، التجئي إلى الدعاء في الخلوات واستمدي طاقتك من قوة الله العزيز الجبار وواظبي على هذا الدعاء، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، ما دعا به ملهوف أو مكروب أو حزين أو مبتلى أو خائف الاّ وفرّج الله تعالى عنه، وهُو:

يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، ويا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، وَيا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، ويا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، وَيا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، وَيا كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ، وَيا عِزَّ مَنْ لا عِزَّ لَهُ، يا كَريمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا عَوْنَ الضُّعَفاءِ، يا كَنْزَ الْفُقَراءِ، يا عَظيمَ الَّرجاءِ، يا مُنْقِذَ الْغَرْقى، يا مُنْجِيَ الْهَلكى، يا مُحْسِنُ، يا مُجْمِلُ، يا مُنْعِمُ، يا مُفْضِلُ، اَنْتَ الَّذي سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللّيْلِ وَنُورُ النَّهارِ وَضوْءُ الْقَمَرِ، وَشُعاعُ الشَّمْسِ، وَحَفيفُ الشَّجَرِ، وَدَوِىُّ الْماءِ، يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، يا رَبّاهُ يا اَللهُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد وَافْعَلْ بِنا ما أنْتَ اَهْلُهُ.
ثمّ سل حاجتك.



 

الباحثة المختصة
حوراء الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا