لا أتقبل من حولي..
2024/01/18
366

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مشكلتي أنني لا أستطيع تقبل الناس المحيطين بي لأنهم مختلفون عني وهذا يجعلني منعزلة تماماً عنهم كيف أعالج هذا الأمر؟


الإجابة:


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أختي العزيزة

التغيير أولاً يبدأ من ذاتك؛ اجلسي مع نفسك حاوريها ناقشيها اسأليها: لم أعطي الموضوع أكبر من حجمه؟ لم أهوّل الأمور؟ لم أضيّق على نفسي؟ الناس متفاوتون في الأمزجة والطباع والبيئات والثقافات، الناس لم ترضَ على خالقها الذي أنعم وأكرم وتحنن فهل ترضى عن مخلوق ناقص مثلي! كل هذه التساؤلات اسأليها لنفسك ستصلين إلى نتيجة أن {عليكم أنفسكم لايضركم من ضل اذا اهتديتم }، ولا يعني ذلك أن تتركي وظيفتك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واسداء النصيحة لمن يستحقها، وإنما يعني أن لا يؤثر اختلاف الآخرين على قناعاتك وصحتك وحياتك ونفسيتك كما هو حاصل، فالمعصوم عليه السلام اوصانا بالتغافل والتغاضي عن بعض الأمور كما اوصانا بالفطنة وإليك جملة من الأحاديث الشريفة في هذا الشأن:

( اعلم يا بني أن صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين:إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل، لأن الإنسان لا يتغافل إلا عن شئ قد عرفه وفطن له) 
وقال: إن العاقل نصفه احتمال، ونصفه تغافل. 
- وقال: تغافَل يُحمد أمرك. 
- وعنه (عليه السلام): أشرف أخلاق الكريم تغافله عما يعلم. 
- وعنه (عليه السلام): من لم يتغافل ولا يغض عن كثير من الأمور تنغصت عيشته.
وبعد هذه الاحاديث نجد أن الحل الأمثل للعيش السليم هو بعض التغافل لا كله، أؤكد على كلمة (بعض) فهناك مواضع لابد للانسان ان يتدخل فيها ويبدي فيها رأيه ويترك بصمته كالمساس بثوابت الدين ومواطن المعصية والفجور، أما بعض الجزئيات من قبيل الاختلاف في وجهات النظر أو النصح لمن لاينتصح أو بعض فالأفضل اختيار التغافل كي لا أقل تنعمي براحة البال وسكون النفس واختم بقول أمير المؤمنين (عليه السلام): أيها الناس! لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله، فإن الناس اجتمعوا على مائدة شبعها قصير، وجوعها طويل.



الباحثة حوراء الأسدي




تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا