عاشوراء ودور الأسرة
2023/08/09
465

كانت سيرة الصالحين والمصلحين طوال التاريخ يعملون على إشراك أسرهم وأهليهم في أهدافهم النبيلة وأعمالهم الجسيمة ما أمكن إلى ذلك سبيلاً.. وسيرة المصلحين هذه ما كانت لتكون، وآل الحسين(عليهم السلام) ما كانوا ليسطّروا أروع البطولات ويقفوا في وجه العتاة والطغاة والظالمين، لو لم يكن هناك إعداد بمستوى الآلام والآمال، والطموحات والأهداف. ولكي نعدّ أسرنا كذلك ينبغي أن نلتفت إلى ما يلي:

* فلنتعلم فنون التربية
لا أعتقد أن أحداً يستبعد التربية وفنونها من قائمة الأولويات، ولكنها الغفلة هي من دفعت بالتربية في خانة التجريب والتقليد وأبعدتها عن التعلّم والتعليم! والغريب في الأمر أن البعض منا ربما مرّ بتجربة تربوية ينظر إليها بعين السخط أو ربما لا يرتضيها نظرياً ولكنه يستنسخها مع أبنائه!
من هنا نقول إنه ينبغي لنا أن نتعلّم فنون التربية.. والوسائل في ذلك كثيرة جداً، منها: التعلّم الذاتي (قراءة الكتب التربوية)، ودخول الدورات التربوية، الاستماع إلى المحاضرات، متابعة البرامج التربوية، وغيرها.

 * فلنوفّر بيئة صالحة
لكي ينمو الأبناء نمواً سليماً يجب أن نوفر البيئة الصالحة لنموهم، والبيئة الصالحة لا تكلف الأبوين كثيراً سوى الكلمة الطيبة الواعية المشحونة بالحب والحنان والعاطفة، والسلوك السوي المفعم بالإيمان والطهر والصدق والنقاء، والانسجام بين الأبوين.

 * فلندرّب أبنائنا على الصفات الحميدة
من الخطأ أن نعتقد أن الصفات الحميدة والسلوك السوي لا يحتاج إلى تمرين وتدريب وممارسة، فإهمال ذلك وعدم الاهتمام به يحوّل نمو الأبناء إلى نمو عشوائي وغير منضبط، والمطلوب هو النمو المنظم والمنسجم مع الحالة العمرية لدى الأبناء وقدراتهم الذهنية.

* فلنعلّم أبنائنا المعايير السليمة
إنّ دور المربي ينبغي أن يتركز في الأساس على غرس المعايير لدى الأبناء؛ فبدل خطب الوعظ في الصداقة والأصدقاء -مثلاً- والأمر والنهي فيمن يصاحب وفيمن لا يصاحب، علينا تعليم الأبناء معايير الصداقة الصحيحة وتدريبهم على ذلك مع المتابعة والتقويم. وهكذا في بقية الأمور..

  * عمل الأسرة بمستوى التحدي
الإعداد والتدريب بمستوى التحدي لا يكون له قيمة تذكر إلا إذا برز على أرض الواقع بعمل هو الآخر على مستوى التحدي، فلكي تكتشف سلامة الإعداد وإتقانه وتستفيد منه ينبغي إدخال الأبناء في معترك الحياة مصحوباً بالمتابعة والتوجيه.
وهكذا كانت نساء كربلاء وأبناء وبنات كربلاء وفتيان وفتيات كربلاء وأطفال كربلاء، فحينما دخلوا في عمل كبير وشاركوا الإمام الحسين(عليه السلام) في نهضته الكبرى.. تبيّن لكل من راقب ورأى، وكل من سمع ووعى.. أن عملهم فاق كل التوقعات وتجاوز كل التحديات.

 

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس (نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد 648.
إعداد/ وحدة النشرات.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا