العنف ضد المرأة وواقعة الطف
2023/08/04
269

لم تقف الحرب الإعلامية التي يتعرض لها الإسلام عند شكلها العسكري بل تعدى الأمر ليشمل الغزو الثقافي الممنهج، إلى جانب تسخير التطور الإلكتروني، لتشويه الصورة الناصعة لذلك الدين السمح، ولعل الصورة باتت واضحة من خلال الحملة التي شهدتها صفحات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي برفع راية (لا إله إلا الله) واتخاذها غطاءً شرعياً لأعمال القتل والذبح والتهجير والتمثيل بالقتلى وغيرها من الأمور التي نهى عنها الإسلام جملة وتفصيلاً.
فضلاً عن بروز ظاهرة الحملات الشعواء، التي تبنتها دول غربية أرادت أن تغسل عارها وتلصقه جزافاً بالمجتمع العربي، بل بالمجتمع الإسلامي على وجه التحديد، تلك الظاهرة التي تتمثل بقضية العنف ضد المرأة من خلال نشر تقارير أعدتها منظمات متعددة من أبرزها منظمة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني المختلفة، وشرعت إلى فتح مراكز متعددة في عدد من الدول العربية لإقامة الدورات التثقيفية حول تثقيف الفرد العربي بطرق التعامل الصحيحة مع العائلة والأولاد، ولعل العراق بات من أكثر الدول التي توجّه لها تلك الاتهامات معلّلين سبب ذلك بالأوضاع الصعبة التي يعيشها الفرد العراقي والتي باتت تشكل عاملاً مهماً ورئيسياً بتزايد حالات العنف ضد المرأة في العراق.

هذه الصورة المشوّهة التي ترسمها أيادٍ خفية تقف خلفها منظمات غربية، تناست أن المجتمع العراقي يعد أول مجتمعٍ بل المجتمع الفريد الذي يمنح الحياة الزوجية اهتماماً كبيراً، ولعلّ مجالس العزاء التي باتت تقام بشكل يومي في معظم محافظات العراق لا تخلو من ذكر قضية سبايا الطف لتندب وتشجب تعرّض السيدة زينب (عليها السلام) وبقية النساء للضرب من قبل أحفاد الشيطان، ليعلن التشيّع بأسره انتظاره المرتقب لإمام زمانه؛ لغرض القصاص من مرتكبي هذه الجريمة والأخذ بثأر الحوراء (عليها السلام).

ومن هنا ندعو تلك المنظمات إلى أن تجد لنا مثالاً واحداً لأمة تدافع عن حق امرأةٍ تم ضربها بعد أن قُتل حماها، إلى جانب سعي أحفادها ومحبيها لتوثيق تلك الحادثة في المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان، وما زالت المطالبات قائمة رغم مرور أكثر من (1375) عاماً.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: نشرة الخميس/العدد 943 (نشرة أسبوعية تصدر عن وحدة النشرات من العتبة العباسية المقدسة، ولاء الصفار.



تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا