عند تأسيس أيّ مؤسسة أو شراكة يتمّ وضع قواعد وأسس معيّنة لها، وتحديد ضوابط أساسية يلتزم بها الطرفان لضمان النجاح في العمل، وتحقيق أفضل النتائج.
الزواج هو أشبه ما يكون بعلاقة شراكة مبنيّة على أسس متينة، أهمّها المودّة والرحمة والتفاهم، وغيرها من الأسس التي توضع من قِبل الطرفين؛ ليعيش كلّ منهما حياة هانئة.

فإمّا أن يكونا شريكين فعليين يحاولان بكلّ جهدهما أن يقدّما التضحيات والحبّ والتقدير؛ لأجل استمرار هذه العلاقة الودّية عن طريق التفاهم وتبادل الاحترام ومساعدة الطرفين لبعضهما في مواجهة مصاعب الحياة، والتشبّث ببعضهما في أحلك أيامها وأسوأ ظروفها، وبذلك تنجو سفينة حبّهما وتسير حتى تصل إلى برّ الأمان والسعادة.

وإمّا أن يكون الزوجان في حلبة سباق ومنافسة، والفوز لمَن يبرز أخطاء شريكه، ويثبت أنّ الحقّ معه، وهو الشخص المضحّي أمام لامبالاة شريكه، وهنا تبدأ رحلة إلقاء اللوم والبحث عن الأعذار، حتى ينتهي المطاف بهذه السفينة مرتطمة بصخور الجفاء، فتحطّمها ثمّ ترميها أمواج الخصام إلى أراضي الفراق القاحلة.
إياكم والإفلاس من هذه الشركة، وتضييع بضائعها التي أتت في بداية الرحلة محمّلة من مرفأ إلى آخر بأروع حليّ من الحبّ، وأجود ما وُجِد من مودّة، لذا إياكم والإفلاس، فربّما بعض الفرص لن تتكرّر.

______________________________________
المصدر: مجلة رياض الزهراء (مجلة شهرية تختص بشؤون المرأة المسلمة تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد 177.
آيات مالك الخطيب