عصبيتي أثرت على صحتي..
2023/07/24
602

السلام عليكم ..لدي استشارة أود أن أطرحها عليكم علني أجد ضالتي..أنا عصبية جداً أغضب بسرعة خاصة عندما أناقش أمي أو أحد أفراد أسرتي في أمر أرى فيه أنهم على خطأ وبدأ غضبي يؤثر على صحتي كيف أتعامل معه جزاكم الله خيراً؟


الإجابة: 

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

ابنتي العزيزة إن مسألة الضغوط النفسية مشكلة منتشرة بين البشر ولا يكاد يخلو منها إنسان صغير كان أم كبير، فنحن خلقنا في هذه الدنيا للامتحان والابتلاء ومن الطبيعي أن نتعرض لضغوط سواء في العمل أو في البيت او في أي مجال آخر، فالحل ليس في التخلص منها بل في مواجهتها وكيفية التعامل معها بهدوء وروية، فعليك ابنتي أن تبدأي أولاً بتنظيم وقتك وتحديد أولوياتك كي تتخلصي من الضغط النفسي الذي تتعرضين له بسبب تزاحم المهام، والأمر الثاني أن تستوعبي اختلافات الآخرين وتلتمسي لهم الأعذار في حال تعارضت آراءهم مع رأيك والأمر الثالث أن تتصالحي مع نفسك وتستشعري نعم الله عليك وتحمديه على تلك النعم ولا تُقصّري النظر على ما تفقدينه بل على ما تملكينه فستشعرين تلقائياً بالراحة والسكون، وتجدين أن الأمور تتيسر معك شيئاً فشيئاً وأن ما كنت تعتقديه أزمة كان مجرد وهم ولا صحة له.
انظري الى الأمور بنظرة تفاؤلية وستجدين الخير كله كما ورد في الحديث (تفاءلوا بالخير تجدوه)
فكما تعلمين أن الدنيا دار ابتلاء واختبار ولا يخلو مؤمن من امتحان في هذه الدنيا سواء في جسده أو في أهله أو ماله وولده.. وكلما ارتقى بإيمانه أكثر كلما ازدادت المصاعب و المحن كي يظهر إيمانه جليا في معترك الحياة، وأنت ولله الحمد تتمتعين إن شاء الله بإيمان صلب وعقيدة راسخة وبصيرة ثابتة ولاشك أن لذلك ثمن وهو الاختلاف بينك وبين اهلك من حولك، فانت أمام خيارين اما ان تنجحي في امتحانك هذا من خلال إرضائك لوالدك وأن اختلفتِ معه ببعض وجهات النظر الخاصة بك، أو أن تستسلمي وتنسحبي من الميدان وبذلك تكونين قد ضيعتِ على نفسك فرصة للتكامل لعله لن تتكرر معك، فعليك ابنتي العزيزة محاولة التكيّف مع الظروف وتقريب وجهات النظر وأن لا تجعلي من ظرفك هذا أزمة للتكاسل والتسويف والتشاؤم بل استمري في طريقك والتجأي الى الله في كل صغيرة وكبيرة وسيغيثك ويرشدك الى ما فيه صلاحك.. تيقني أن الدنيا دار ممر وستعبر بنا الى حيث لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
ابنتي الحبيبة.. كوني على وضوء دائم، وأكثري من ذكر الله وتلاوة القرآن، لا تستائي أو تتذمري اذا طلب منك أهلك أو شخص ما أمراً أو خدمة معينة، بل عليك أن تفرحي بذلك فكما في الحديث(حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم) فحاجتهم منك نعمة أهديت إليك
كوني أنت (البطلة) اذا ما تحكمتِ بانفعالاتك وغضبك فعن المعصوم قال: (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب) والشديد بمعنى (البطل)، لقنّي نفسك عبارات إيجابية دائما وكرريها على مسامعك مثل: (لن انفعل، سأتحلى بالهدوء، أنا متحكمة بنفسي، لا شيء يستدعي التوتر، الغضب يؤذي صحتي، كل آلامي بعين الله) وغيرها وسترين الفارق، وفقت لكل خير ابنتي العزيزة.

 

الباحثة المختصة

حوراء الأسدي

 

 

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا