كيف نحمي أولادنا بالطرق
التقنية من تأثير محتوى الواقع الافتراضي؟
إنّ الحركة المعلوماتية تجاوزت بشكل
هائل الحدود الزمانية والمكانية بقدرة استيعابية غير محدودة في
الكمّ، ورافقها التحوّل الكيفي، وهو التأثير في عقل الإنسان
ووجدانه، ممّا أدّى إلى دفع البشرية بشهية مفتوحة بمختلف المستويات
العمرية والثقافية نحو تقديم محتويات افتراضية متنوّعة بين الرديء
والجيّد، والمفيد والمضرّ.
ويُعدّ الأطفال الأكثر عرضةً للتأثر بالمحتوى المعروض في الوسائط الرقمية سلبًا أو إيجابًا؛ لكونهم يميلون إلى تقليد كلّ ما يشاهدونه، سواء في العالم الواقعي أو الافتراضي بمستوى واحد في الاندفاع والرغبة في التقليد، لعدم التمييز بالشكل الدقيق بين العالم الافتراضي وما به من وهم، وفبركة، وقلّة مصداقية، والحقيقة المعاشة في العالم الواقعي، ولدى الأطفال قدرة كبيرة على التخيّل الذي يجعلهم مندفعين في تقمّص الأدوار، لذا على الآباء توضيح الفرق الشاسع بين العالم الافتراضي والواقعي دائمًا.
ويمكن أن نذكر بعض النصائح التربوية لتجنّب الضرر النفسي، فمن بين الحلول التي وُضعت من قِبل صنّاع التكنولوجيا والمسيطرين على المنصّات الرقمية تطبيقات في أجهزة الكمبيوتر والـ(إندرويد) هو (وضع تقييد المحتوى)؛ لحماية الأطفال من الاستخدام السيّء، أو مشاهدة محتوى مضرّ لا يتناسب مع أعمارهم، والمراقبة عن طريق معرفة مقدار الوقت الذي أمضاه الطفل في التطبيقات، وتقييد نشاطه في أثناء استخدام الجهاز عن طريق فحص الفيديوهات، وإيقاف قدرة الجهاز، والسماح بمقاطع الفيديو التي تمّ الموافقة عليها من قِبل الأهل فقط، ومن تلك التطبيقات:
إنّ الأساليب التقنية للرقابة
الأبوية تقلّص من الضرر المحتمل لمخاطر الإنترنت، وتساعد على تجنّب
المعلومات السيّئة، والاستفادة من المعلومات والمحتوى الجيد، وتؤدّي
إلى تحقيق التوازن في اختيار الآباء للتطبيقات، والألعاب، ووسائل
الترفيه، مع عدم حرمان الأبناء من امتلاك الهواتف الذكية، والحواسيب
اللوحية، والتنقّل في مواقعها الافتراضية.
______________________________________
المصدر: مجلة رياض الزهراء (مجلة
شهرية تختص بشؤون المرأة المسلمة تصدر عن قسم الشؤون الفكرية
والثقافية في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد 188.
إخلاص داوود
ضرورة الرجوع لأهل البيت (عليهم السلام)