حياتي يتملكها الخوف
2023/01/22
523

السلام عليكم.. مشكلتي مع معاناتي والخوف من كل شيء مختلف عن نمط حياتي الاعتيادية، فمثلا أخاف في بعض الأحيان أخاف بشدة من الخروج لأماكن لم ازرها من قبل، وأخاف التعامل مع أشخاص لم أقابلهم أو أحدثهم من قبل مع العلم بأنني أحتاج لذلك بحكم دراستي..
كما أنني أحيانا أخاف من المستقبل ومن الأشياء الجديدة التي قد تطرأ على حياة كل إنسان كالزواج والعمل، ولطالما لازمني شعور الخوف والقلق وعدم الارتياح في كثير من المواقف في حياتي، فماذا بوسعي أن أفعل لأتخلص منه؟؟
كما أنني أعاني من الخجل الشديد من التحدث أمام الناس وهذا يشكل عائق لي كوني سأكون مدرسة إن شاء الله.. أرجو نصيحتكم لأتغلب على كل هذا وشكرا لجهودكم الطيبة.

 

الإجابـــــــــــة:-

وعليكم السلام ورحمة الله.. 
فيما يخص مشكلة القلق والمخاوف التي تطرأ على النفس من أبسط الأشياء الى أعقدها.. هي مشكلة ليست بالهينة واذا لم يحاول الإنسان معالجتها والتخلص منها فسوف تفتك به وتؤثر على صحته الجسمية والنفسية.. لذا لابد أولا من معرفة الأسباب التي تنشأ منها هذه المخاوف كي تتمكني من معالجتها تدريجيا.. وذلك من خلال :-

أن تستقطعي في كل يوم جزءا من وقتك للجلوس في مكان هادئ بعيدا عن الضوضاء وتحاولي الاسترخاء قدر الإمكان ولو بممارسة تمارين الاسترخاء وبإمكانك البحث عنها في محركات البحث  وبعد أن تشعري بالراحة اجلبي ورقة وقلم ودوني فيها مخاوفك بنقاط، مثلا "أنا أخاف من الزواج" ، "أنا أخاف من الامتحان" ، "أنا أخاف من الأماكن المرتفعة" ،  "أنا أخاف من الظلام" والى غير ذلك..
وبعد أن تكتبي كل تلك المخاوف اكتبي أمامها أسبابها فمثلا "أنا أخاف من الزواج لأن أختي مرت بتجربة فاشلة فيه، وأخاف من الامتحان لأني رسبت في السنة الماضية، وأخاف من المكان العالي لأني سمعت بأحدهم سقط منه"..


وهكذا استعرضي كل الأسباب التي تتوقعين أنها منشأ مخاوفك كي تتمكني من معالجتها وبعد ذلك ابدأي بمعالجتها من خلال هذه النقاط:

١-عملية فرض الاسوأ..
وذلك بأن أسأل نفسي:- لماذا أخاف الزواج؟
لأن أسوأ ما أخشاه هو الانفصال مثلاً، وعندها أسأل نفسي ثانية، وماذا يعني الانفصال؟ هل هو نهاية العالم؟ هل سوف أخسر حياتي؟ أكيد لا بل هناك أبواب أخرى يمكنني ولوجها لتحقيق فرص النجاح في الحياة الزوجية وبذلك أكون قد تخلصت من هذا الهاجس من خلال تلقين الدماغ هذه الأفكار الإيجابية وكتابة وتكرار هذه العبارات (أنا استطيع النجاح، ليس كل الرجال سيئون، تجربة أختي الفاشلة لا تعني فشلي، الانفصال ليس نهاية المطاف، لايوجد مشكلة ليس لها حل..) وهكذا الى باقي الأمثلة التي ذكرتها من خلال التلقين والتكرار والتحفيز بعبارات إيجابية وفرض ماهو أسوأ سوف أنهي تلك المخاوف.

٢-اعرّض نفسي لتلك المخاوف.. 
قول المولى أمير المؤمنين (إذا هبتَ أمرا فقع فيه، فإن شدة توّقيه أعظم مما تخاف منه).. ومن هذا يتضح أن اأامور التي تخشينها حاولي مواقعتها كي تتخلصي من ذلك الوهم الذي تعيشينه فإن وقع الوهم عليك أشد من نفس الأمر الذي تخشينه، فمثلا إن كنت تخشين الصعود الى المصعد الكهربائي، اضغطي على نفسك واصعديه وإن كنت تخشين الظلام تجرأي وابقي فيه لمدة ستجدين أن مخاوفك ليست بمحلها وبالتالي ستتلاشى تدريجيا.

٣-كوني واقعية ولا تتوقعي الكمال..
كثيرا ما نقع في فخ المثالية كما يسمى، لأننا نريد بطبيعتنا أن نحصل على أعلى درجة في الامتحان وأفضل زوج في العالم وأجمل شكل من بين الفتيات ووو.. وإذا ماحصلنا على أقل من ذلك فسوف نصاب بإحباط وخيبة أمل، والمشكلة أننا توقعنا أمورا مبالغ فيها لا تتناسب مع إمكانياتنا وظروفنا المحيطة، وهذا لايعني أن الإنسان لا يكون طموحا أو ساعيا للتكامل وإنما لابد أن يكون سقف طموحاته وتوقعاته يتناسب مع الامكانيات المتاحة.
فلا بأس أن ارتبط بشخص متوسط الحال، ولا بأس أن أُرزق بطفل أو طفلين، ولا بأس أن أحصل على درجة (٦٠ أو ٧٠) بشرط عدم التقصير، وووغير ذلك مما يناسب إمكانياتي.

٤-تحدثي عن مخاوفك الى شخص تثقين به وتعتقدين بحكمته ورجاحة عقله كي يسدي إليك النصح الذي تحتاجينه ويرشدك الى ما فيه الخير والصواب
هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه والسلام.

 

 

الباحثة المختصــــة
حوراء الأسدي  

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا