المبالغة في حماية الأبناء
2022/12/13
377

تسهم الأسرة في تحديد نمط شخصية الإبن من خلال التعامل خلال السنوات الأولى من عمره تحديداً، كما تبني الأسرة أساسات دائمة للنمو العاطفي والنفسي والفكري لأن الأسرة هي أول مؤسسة تربوية تحتضن الإبن وتبدأ بتشكيله نفسياً وعقلياً وروحياً.. ولا يجب أن يخلو هذا التشكيل من الحماية، ولكن يشترط أن تكون الحماية بوعي شديد وحذر بالغ لأن المبالغة في حماية الأبناء تصنع منهم أشخاصاً مشلولي الإرادة مستقبلاً، وتضطرهم للبحث طيلة حياتهم عمّن ينقذهم كلما تعرضوا لمشكلة أو ضغط، ولن يبادروا بالتعلم وتحمل المسؤولية وحدهم أبداً..
وأكثر من ذلك، سوف يعاني الأبناء من مشاكل نفسية كلما تعرضوا لمشكلة لسنوات طويلة، حتى يأتي الوقت الذي يتعودون فيه على المواجهة والتصدر للمشكلات وإيجاد الحلول بطريقة منطقية أو مقبولة على الأقل..

أغلب الناس يواجهون مشاكل حين ينفصلون عن أبويهم لأن الأبوين يبالغان في الحماية، يصدّان الضربات دائماً بدون أن يعلم عنها الإبن شيئاً، وفي أول موقف يجد الإبن نفسه فيه وحيداً بدون والديه، وتبدأ الصدمات تنهمرُ، سواء كان الانفصال اجتماعياً كالزواج، أو مالياً كالوظيفة، أو جغرافياً كالسفر.. إلخ.

وإليكم بعض الممارسات التي يلجأ الآباء إليها في ظروف اجتماعية ونفسية وتربوية مختلفة ظناً منهم أنها الطريقة المثلى للتعبير عن حبهم واهتمامهم وأكثر الظروف التي تدفع بالوالدين لحماية ابنهما أكثر مما يجب هو:

1. إذا كان الابن وحيداً لأبويه، أو إذا رزقا بمولود بعد انتظار طويل وحرمان من الإنجاب.
2. إذا كان الابن مريضاً وله وضع صحي أو حركي خاص.
3. إذا كانا مغتربين ولا يثقان بالبيئة المحيطة تماماً.
4. إذا كان أحدهما يعاني أو عانى سابقاً من اضطرابات نفسية متعلقة بالقلق والوسواس، أو تعرض للتنمر أو تلقى تربية غير سوية في طفولته.
5. إذا كانا مشغولين أو أحدهما وأراد أن يعوّض ابنه عن غيابه القسري.
6. توارث أساليب التربية التي لا تناسب الواقع والظروف، وإهمال تعليمات التوعية والإرشاد التخصصية.

وأغلب ممارسات حماية الأبناء تكون طبيعية إن كانت في حدود المعقول، لكن المبالغة في ممارستها تحولها إلى ممارسات مؤذية للأسف ويكتشف الآباء لاحقاً أنها آذت ابنهم بدلاً من أن تحميه.

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 856.
زينب علي


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا