أتمنى لو لم أُخلق
2022/12/06
359

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مشكلتي هي مشاعري المضطربة والتي لا أعرف ما السبيل لإزاحتها أو ضبطها ، فأنا لا أحب نفسي وأشعر بعدم أهمية وجودها أتمنى كثيرا لو لم أخلق.. ما الحل للخروج من هذه الحالة؟


الإجابـــــــة :-
وعليكم السلام ورحمة الله إبنتي الكريمة..

ابنتي العزيزة إن من أهم العوامل التي تجعل الإنسان يشعر بالتيه والضياع هو عدم معرفة الهدف والغاية التي يريد أن يصل اليها وبالتالي تحصل عنده حالة التشتت والانهيار.. والحديث الشريف يقول (رحم الله امرءاً عرف من أين وفي أين والى أين)، بمعنى أننا ابتدأنا من الله ونرجع إليه ذات يوم إذاً تبقى عندنا سؤال واحد وهو (في أين؟) والمقصود أننا في هذه المحطة الدنيوية لابد أن نحدد الهدف كي نسعى جاهدين للوصول إليه قبل فوات الأوان، فإضاعة الفرصة غصة، لذا عليك ابنتي العزيزة أن تقومي بتحديد أولوياتك وجدولة مهامك.. الأهم فالمهم بتنظيم وتخصيص وقت لكل مهمة على حدة، لابد أن تعزمي على فعل ذلك ولاتترددي أو يصيبك الكسل والوهن والتردد بأنك غير قادرة، بل أنت قادرة ان شاء الله، قادرة على التخلص من تبعات الماضي وأسره والاستفادة من التجارب، وبدء حياة صحيحة وتحديد مسار قويم، فالحياة مشرعة الابواب أمامك عزيزتي والفرص متاحة فقط انظري إليها بنظرة متفائلة وستأتيك مذعنة إن شاء الله، تعوذي بالله من الشيطان الرجيم وأكثري من قراءة آية الكرسي والمعوذتين فوسوسة الشيطان توصل الإنسان الى الشعور بالتعاسة والحزن ومن ثم الضياع والانهيار أو حتى الانتحار لاسمح الله إن استسلم الإنسان لتلك الوساوس ولم يقومها بقوة إيمانه وصلابة معتقده، أكثري من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن وستجدين الفارق لقوله تعالى {اذكروني أذكركم} وذكره لعبده نور وطمأنينة وسلام وسعادة، دمتِ سعيدة.

وتذكري دوماً بأنك مهمة بعطائك بخدمتك بتميزك، انظري الى مميزاتك وستجدين أنك كنت مشتبهة في تكوين تلك القناعات.. ساعدي من حولك وارسمي البسمة على شفاههم كوني بلسماً لجراحهم، استشعري لذة العطاء وستجدين الفارق بينها وبين لذة الأخذ، تشبهي بخلق من أخلاق الله تعالى أن تهبي من دون مقابل أو جزاء ولاشك أنه جل وعلا سيتقبل عنك ويكافئك أفضل مكافأة كما وعد جل وعلا:-  {إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا}.

 

 

 

الباحثة المختصـة
حوراء الأسدي 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا