السلام عليكم ورحمة
الله..
مشكلتي الأزلية هي تعلقي الكبيــر
بمن أحب وخوفي من الفقدان يفقدني صوابي حيث أخاف من موت أحبتي أو
تركهم لي وحتى بقائي لوحدي دونهم هو أمر مقلق ومنهك فلا أنفك من
التفكير بهم وبحياتي من دونهم.. هل هناك أي حل لحالتي
هذه؟؟
الإجـــابة:-
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..حياك الله عزيزتي في مركز
الكفيل الأسري..
ابنتي العزيزة هذا التعلق يعد في
أحيان كثيرة ظاهرة مرضية، وما ذكرته من أحوالك تجاه من تعلقت به
ينبيء أنه من النوع المرضي بوجه من الوجوه.. فمن علاماته أنه يهيمن
على التفكير ويشغله، ويرى أن سعادته وسروره لايكون إلا به، ويرغب
دائما في ذكره والحديث عنه وتتبع أخباره، ويظهر عليه بعض الأعراض
الاكتئابية من حزن وبكاء وانسحاب من الساحة الاجتماعية وخمول ووهن
إذا ما افتقد المتعلق به.
وينشأ ذلك التعلق من عدة أسباب
أهمها:-
الحرمان العاطفي في الأسرة، أو من
التأثر بنماذج ربما تكون أسرية (الأهل والأقرباء) أو
إعلامية(الأفلام والمسلسلات) أو نماذج مقروءة (كالقصص
والروايات)..
كذلك من أسبابه ضعف الثقة بالنفس
والبحث عمّن يستمد قوته منه..
كذلك ضعف الصلة بالله واستشعار قربه
ومحبته والاستئناس بذكره وعبادته..وغيرها من الأسباب..
ويترتب على التعلق جملة من الأضرار
كانخفاض مستوى التعليم، فشل الحياة الزوجية سواء حصل الارتباط مع
المتعلق به أم لا..
وللعلاج منه لابد أن تفكري مليّا
بعاقبة الأمور وتبحثي عن الأسباب..
اسئلي نفسك.. لماذا أنا متعلقة بفلان؟ وماهي نهاية هذا التعلق؟ هل
أن هذا الشخص متكامل أم فيه ما فيه من النقائص كما ذكرتِ بعضا
منها.. لابد أن تكوني حازمة صارمة مع نفسك، اقطعي علاقتك بالشخص
المتعلق به وابداي حياة جديدة تنعمين فيها بالسلام والوئام، امتنعي
عن أي شيء يذكركِ به ويرغبك في التحدث إليه.. استفيدي من التجارب
السابقة لفتيات كثر مررن بنفس التجارب وكان نصيب أكثرها الفشل، لا
تسمحي لشخص بتدمير حياتك وشبابك ومستقبلك، زمام الأمر بيدكِ
وأنت قادرة على فعل ذلك
وستنجحين وأنا على ثقة دمت موفقة.
الباحثة
المختصــــة
حوراء
الأسدي