بناتي بعمر ١٦ سنة و١٥ سنة ملتزمات
ومحتشمات والحمد لله بدون عباءة الرأس لكن الوالد الآن يرغب بأن
يرتدين العباءة ووجدنا الرفض من قبل الفتيات، حتى أصبح الآن يرغب
بإجبارهن على العباءة ولكون الإجبار يتسبب بكره الشيء ليس إلا،
فماذا علي أن أفعل لأقنعهن رغم حديثي الدائم عن ستر مولاتنا زينب
وحجابها حتى يوم الطف.. فأريد إرشادكم لي حول هذه المسألة رجاءً
؟؟
الإجـــــابـــــــــة:-
السلام عليكم ورحمة
الله..
أختي الكريمة فيما يخص مسألة الحجاب
لابد أن تتخذ الأم الأساليب الصحيحة لإقناع ابنتها بفريضة الحجاب..
وذلك من خلال مجالستها والتحدث إليها بأحاديث عامة والتطرق ضمناً
لمسألة الحجاب أي لا تتناول ذلك مباشرة كي لا تتصور أنها في مقام
الهجوم أو اللوم لفعلها.
وأن تبين لها جملة من الأدلة
العقلية قبل الشرعية على وجوب الحجاب، فالحجاب سنة تكوينية قبل أن
يكون تشريعية، ابتداء من طبقة الأوزون التي تغطي الأرض من جميع
جهاتها وقاية لها ولسكانها من الاحتراق بفعل الأجرام السماوية
المتساقطة من الفضاء وما إلى ذلك من الأمثلة التي لا عد لها ولا حصر
كالجنين المحاط بغشاء والثمار المحاطة بالقشور وما إلى
ذلك..
ويمكنها من خلال البحث التوصل الى
أعداد هائلة لا متناهية من الآيات التكوينية التي كان من شأنها أن
تحاط بأحجبة تحميها وتقيها من الفساد، كذلك تلفت نظرها الى مبدأ
الخلق وما ذكره القرآن في قصة أبينا آدم وأمنا حواء إذ أن خلع الستر
عُد بمثابة العقوبة لهما جزاء بما صدر منهما لقوله تعالى:- ﴿ يا بني
آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما
لباسهما ليريهما سوآتهما ﴾..
إذاً نزع اللباس بمعنى (الساتر) كان
أولا بتسبيب من الشيطان وثانياً عقوبة لفعلهما، كما أن الستر
والساتر من باب إكرام الإنسان وتفضيله وتمييزه عن باقي المخلوقات
التي تجردت منه فقد قال تعالى:- ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ
أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا
وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ
لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾..
وكما تعلمين بأن جسد المرأة كله
عورة إلا ما استثني أي أنه ملفت ومثير وجاذب للنظر لذا لابد
من ستره بما يتلاءم مع ضوابط الستر الحقيقي لا
الاعتباري..
كذلك تبينين لها أن العباءة أرقى
أنواع الستر وأنها إرث الزهراء وإرث أمهاتنا وجداتنا المسلمات
المؤمنات القانتات وأنها تمثل هوية للفتاة المسلمة فإن ضاعت الهوية
ضاع الإنسان وضلَّ في دياجير التخبط والتيه..
هداها الله لصراطه المستقيم ووفقها
لإقناعها والأخذ بيدها الى ما يحبه تعالى ويرضاه.
الباحثة
المختصــــة
حوراء
الأسدي
تربية المجتمع عند الإمام باقر (عليه السلام)