الذرية الصالحة
2022/10/28
615

نعمة كبيرة لا يستشعرها إلا فاقدها.. 
إن الأطفال وجودهم وتعالي ضحكاتهم وحتى بكاؤهم في أرجاء المنزل ما هو إلا نعمة كبيرة من نعم الله يتحسر عليها من لا يملكها فهناك الكثير من الأشخاص ممن حاولوا بشتى الطرق وسافروا الى العديد من البلدان وبالتكاليف العالية دون جدوى، فهل يشعر من يملك أطفالا بهذه النعمة الكبيرة التي حرم منها آخرون يحلمون ببكاء الطفل وحتى صراخه، هل يشعر من يضرب طفله أو يعنفه باللفظ حتى بهذه النعمة الكبيرة، هل يشعر من يتململ ويذم وجود الأطفال في حياته بهذا الرزق العظيم الذي ينعم الله به على حياة المرء.

واجبنا..
أفادت في حديثها المختصر مسؤولة شعبة التدريب والتطوير النسوي في العتبة الحسينية المقدسة خلود البياتي أنه عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :-   "إذا وَصَلَت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر"، إن الأطفال هم هبة من الله سبحانه وتعالى يهبها لمن يشاء لذا ينبغي هنا أن نستشعر أهمية الأطفال ووجودهم في حياتنا حيث أن هناك الكثير من الناس حرموا من هذه النعمة..
كما أن بداية استشعار هذه الأهمية تكون من التهيئة الصحيحة للزواج، وعن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال :- "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" وهذا هو المعيار الصحيح في اختيارنا والواجب علينا الانتباه إليه.. كما أنه عندما يحل الضيف اللطيف الى العائلة من واجب الأهل تعليم الأطفال الشكر اللفظي والسلوكي غرس الأخلاقيات الطيبة ليكونوا ذرية صالحة شاكرة لله سبحانه وتعالى.. فوجود الأطفال يضفي على المنزل أجواء من السعادة..
كما أنه من المهم أن نبتعد عن إلقاء اللوم على الأطفال لأبسط الأسباب فهم نعمة كبيرة ومن الجميل أن تكون أيضا لهم بصمة من خلال طرح مواضيع تهم العائلة عليهم ليبدوا رأيهم فيها فكل سؤال بسيط  يأتي لذلك الطفل يكون بمثابة تجيد لإحساس الانتماء لهذه العائلة فضلا عن إشعاره بقيمته الكبيرة وأهميته في الأسرة.

نظرتنا عن الحياة مع الأطفال..
إن كيفية رؤيتنا لوجود الأطفال في الحياة أمر هام جدا.. فإلى أي مدى نلتفت لكونهم نعمة لا تضاهيها نعمة ينبغي أن نعيش تفاصيلها بكل ما بها ونستمتع فيها  بدل رؤيتهم على أنهم عبء علينا..
كما أضافت الدكتورة زينب عزيز هادي الموسوي (ماجستير نقد قديم وأدب حديث ومدرسة في ثانوية) أن الكثير من الأمور في هذه الحياة تتغير وتتسارع ومنها الطب لكن بالرغم من تطوره الكبير إلا أن نعمة الأطفال يبقى رزق من الله سبحانه وتعالى وإن رُزِق الإنسان بها فعليه أن يحرص كل الحرص لتكون الذرية صالحة لها أساس صحيح من خلال الاختيار الصحيح من قبل الزوج وكذلك الزوجة..
كثير من الناس يحاولون توفير كل ما هو سليم وصحيح لأبنائهم لكن دون أن يستقبل الأبناء منهم أبسط الأمور  لكون تفكيرهم خاطئ بأنهم من لهم الفضل بكل شيء ويغرهم الغرور بقدراتهم وقابلياتهم والحقيقة أن العناية الربانية والفضل الإلهي هو السبب الأول في تحقيق الأهداف والنوايا لأبناء صالحين.

صلاح الأبناء من صلاح الآباء..
عندما يكون الآباء يتمتعون بالقرب من الله عز وجل فهذا القرب وبكل تأكيد يؤثر إيجابا على الأبناء حيث نجد آثاره بالهالة النورانية الإيجابية التي يمنحها الآباء والأمهات لأبنائهم كما نجدها أيضا في الدعاء للأبناء ليدفع الله عنهم الأخطار.
كما أن الأطفال يتأثرون بما يفعله الآباء والأمهات أكثر مما يقولونه، فأداء العبادات أمامهم، التخلق بأخلاق حسنة، التلفظ بألفاظ طيبة، النشاط والحيوية دون الجلوس لساعات طويلة على شاشات الأجهزة الإلكترونية هو ما يؤثر فيهم بشكل أكبر من الإرشادات والتوجيهات دون تطبيقها من الأهل قبل الطفل.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج لا تقدر بثمن - الحلقة الثانية عشر - الدورة البرامجية 62.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا