نعمة الزوجين الصالحين
2022/10/24
1000

الزواج هو الحصن الحصين..
مهما تشكينا وتذمرنا من مسألة الزواج يبقى الزواج هو الحصن الحصين وتلك الشجرة المثمرة التي تؤتي أُكلها كل حين من ذرية صالحة تكون لنا الامتداد الطيب مع شريك حياة صالح نتنسم به نعم الله سبحانه وتعالى، وقد تعلو أمواج الحياة وتصل الى الأعاصير حتى في العلاقة الزوجية ولكن ما إن تمر فترة معينة حتى يهدأ الطرفان وتعود المودة والرحمة بينهما كما هو المعتاد.

مشاركة ومحبة..
تفاعلت مسؤولـة شعبــة التدريب والتطوير النسوي في العتبة الحسينية  المقدسة خلود إبراهيم البياتي مع هذا الموضوع قائلة أن العلاقة الزوجية هي علاقة مشاركة ومحبة مبنية على أسس التفاهم والانسجام وكما قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، فالخلق الطيب هنا هو من أبرز معالم الدين كما يتضح لنا من حديث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والزوج الصالح بأخلاق طيبة هي من النعم العظيمة من عند الله عز وجل وينبغي علينا شكره من خلال إعطائه حقوقه الخاصة به، ومن المهم جدا فهم الحقوق والواجبات وتحديد الأولويات في الحياة الزوجية ولأجل الاستمرار بالطريق القويم والصحيح وتوطيد للعلاقة الزوجية  ينبغي على الطرفين تقدير وتذكر المناسبات الخاصة لهما وتقديم الهدايا حتى وإن كانت بأبسط أشكالها فهي تعني للطرف الآخر المزيد من الاهتمام والاحترام والحب.

عندما نحب..
عندما نحب نعيش الحياة بقوة وكأننا نتنفس بعمق وتصبح الحواس أكثر حدة  والألوان أكثر بهجة ولكي نحب بصورة صحيحة نحتاج في الحياة الزوجية أن نقرأ ونسمع لنكتسب أفق واسع ومسحة جديدة في تصرفاتنا ونظرتنا داخل مضمار هذه الحياة، فالحياة لا تقتصر على تجاربنا ومعرفتنا  بل هناك الكثير من السبل التي من خلالها يمكننا الوصول الى نقطة مشتركة  تُكسبنا الرضا عن حياتنا.
ومع ذلك لا ينبغي الاعتماد على تجارب الآخرين بصورة عمياء لأن الظرف والوقت والشخوص والأطباع التي جُمعت في تلك التجربة لا تساوي التجربة التي يعيشها الشخص نفسه.

الاختلاف لا يفسد للود قضية..
إن الاختلاف بين طبيعة تفكير المرأة والرجل هو أمر طبيعي جداً كما أنه من غير الطبيعي والسليم والصحي أن يكون الزوج والزوجة متشابهان تماماً في كل شيء وإنما يأتي المختلفون عنا في الحياة لكي يعلمونا الدرس..
فعلى سبيل الفرض عندما نرى رجل مبذر جدا وزوجته تحاول منعه عن الإسراف والتبذير يرى الرجل زوجته في هذه الحالة نقيضة له والحال أنها جاءت لكي تعيد له التوازن وتعلمه عليه..

لا تشكك باستحقاقك..
في مختلف الأحيان نرى صفة تلازم المرأة على وجه الخصوص وهي إحساسها بعدم الاستحقاق حيث تردد دائما قبل الزواج رغبتها بالارتباط بزوج صالح مكتمل المواصفات ومع ذلك نراها لا تصدق أحقيتها بالأمر بداخلها وتشكك من قدرة الله سبحانه وتعالى ونعمته عليها واعتمادها على مسمى الحظ..
فكيف  نحسن الاختيار مع عدم الإيمان بالنفس وحب الذات والاستحقاق الكامل لما هو جيد والاعتماد فقط على الأمور المجتمعية الزائفة والخوف من هواجس خلقها المجتمع تحت مسمى (العنوسة) كذلك الاستعجال بالاختيار.
نية الزواج هذا الميثاق العظيم لا ينبغي أن تبنى على خوف أو هروب أو تشكيك بوفرة الله في هذا الكون الفسيح.. كيف لزواج بني على هذه الأمور أن تكون نتيجته ؟! وفي النهاية المخرجات تساوي المدخلات.

لغات الحب الخمسة ..
أول لغة هي التشجيع وكلمات الإطراء والابتعاد عن المقارنة التي تطفئ فتيل المحبة بين الزوجين والشغف لتقديم الأفضل.
تخصيص أوقات معينة للطرف الآخر هي اللغة الثانية للتواصل معه بحب  فكل من الزوجين يحتاجان وقتا خاصا بهما يعبر كلا الطرفين فيه عن حبهما واحترامهما.
اللغة الثالثة هي تبادل الهدايا وتذكر المناسبات الخاصة بالطرفين حتى لو كانت أبسط الهدايا.
كذلك المساعدة في المنزل ولو بأبسط الأمور  تعد لغة رابعة يمكن التواصل بها.
كذلك اللغة الخامسة الدعم والإسناد للأفكار للتصرفات للمواقف وغيرها من الأمور فيكون الرجل هو السند الأول لزوجته والزوجة بدورها تكون الداعمة الأولى لزوجها.
الموضوع الفاصل هو معرفة الزوج أو الزوجة أي اللغات تلك التي يفضلها الطرف الآخر ليتم التواصل بها معه.
كذلك في الحياة الزوجية من الطبيعي أن نجد خزان المشاعر والمشاكل قد يفيض في بعض الأحيان ويكون الحل الأمثل هو اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب والحديث والحوار المناسب بين الزوجين يتم تفريغ هذا الخزان من المشكلات الزوجية المتراكمة وخلال هذا الأمر تتضح الكثير من المسائل التي لم يكن القصد بها إيذاء أو جرح أو تقليل الاحترام للطرف الآخر ويخرج الطرفان من الموضوع بأبسط وأقل الخسائر.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج لا تقدر بثمن - الحلقة السابعة - الدورة البرامجية 62.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا