لماذا نحتاج الى أناس طيبين الى جانبنا ؟!
كثيرة هي المواقف والمحطات التي نحتاج خلالها الى شخص يكون هو الملاذ الآمن والمتنفس الوحيد للأفكار والمشاعر التي لا يتم البوح بها لأيٍ كان لذا يحتاج الإنسان الى تواجد الطيبين من حوله لكي يمنحونه الطاقة التي تجعله يستمر بصورة صحيحة وصحية وقوية دون أن يتعثر  وإن تعثر فيساعدونه ويساندونه لينهض من جديد وبصورة أقوى  وكل ذلك مع إبقاء حدود لجعل العلاقة سوية ودائمية.

ماذا قال مولانا أمير المؤمنين في حسن المعاشرة ؟
وكما قال مولانا أمير المؤمنين سلام الله تعالى عليه لبنيه :- (يا بنيَّ.. عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم وإن فقدتم بكوا عليكم)، لذا فمسألة اختيار الأصدقاء والأشخاص المحيطين لنا بصورة عامة ينبغي أن تتم بدقة وحذر لأنهم هم من تسهل بهم الحياة أو تصعب، 
هذا ما أدلت به مسؤولة شعبة التدريب والتطوير النسوي في العتبة الحسينية المقدسة خلود البياتي وبالفعل فالإنسان محتاج الى إحاطة نفسه بأناس طيبين ولكن قبل الاحتياج أو الاختيار فالإنسان إن كان بداخله طيب القلب حسن النية فبدون شك يجتمع به من هم من طبعه فالطيور على أشكالها تقع والطيبون للطيبين والطيبات للطيبات والطيبون للطيبات وهكذا..

إن الدنيا بشخوصها وظروفها هي مرآة لما في القلب..
نجد أن المواقف التي تدور بالإنسان هي مرآة لما يعتمر قلبه وطريقة تعامله مع الأمور والآخرين فالمتساهل يرى الأمور تسهل عليه وأما المتشائم فيرى جميع الأمور صعبة وجميع الناس مبغضين له غير راغبين بنجاحه..

صنف آخر من الناس يفهمون مسألة التعاطف بشكل خاطئ، فكيف هذا ؟!
هذا الصنف من الأشخاص ممن يغتمون لمشاكل الآخرين ويتعمقون فيها للحد الذي يجعلهم يعيشون معاناة الآخرين، من السليم جدا أن نتعاطف مع الآخرين ومشاكلهم ولكن بالحد المعقول وأن لا نبحث عن مشاكلهم  لتصبح تسلية لنا وننشر من خلالها الطاقة السلبية لكل محيطنا لذلك الحل أن نفصل بين مشاكلنا ومشاكل الآخرين أو تفاصيل أمورنا وتفاصيل الآخرين لأن التلوث لا يكون مقتصرا على الفايروسات والأتربة والغازات بل التلوث هو كل ما يمس أفكارنا ومحيطنا وطاقاتنا بضرر وتشتت..
ولهذا السبب ينبغي أن نتعلم حماية أنفسنا من المؤثرات الخارجية النفسية وبإحاطة الشخص لنفسه بالناس الطيبين ليتبادوا الطاقة الايجابية فيما بينهم بكل سلام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج لا تقدر بثمن - الحلقة الخامسة - الدورة البرامجية 62.