الحوار أفضل من الكبت
2022/10/12
529

لا تكاد تخلو البيوت من الكثير من المشاكل الأسرية والاجتماعية..
خصوصاً ونحن نعيش في قرن المحول وعصر الأفول..
ونتواصل تواصلا جاف عبر الحروف والكلمات لا الوجوه والقَسَمات..
فلم يعد الكثير من الأقرباء يلتقون كما كانوا في السابق، ولم يعد الاخوان اخواناً، بل لم يعد بعض من الأزواج أزواجاً حقيقيين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى! فباتت العلاقات تصل الى نهايات مغلقة، والأقدام تسير على حافات زَلِقة..

لقد لفّت عجلة التقدم بدولابها الدائر الكثير من العادات والقيم الأصيلة والجميلة، فالكثير من الأساليب تغيرت حتى أساليب الحوار، فبدلاً من أسلوب الود والاحترام المتبادل والحوار البناء حلّ أسلوب العراك والاحتدام وعلو الأصوات..
فترى الزوجة تتبع الأسلوب الثاني في الشكوى، بدلاً عن أسلوب الشكوى الخالية تماماً من ايقاع اللوم على زوجها.. أسلوب يحاكي الرجل ويوضح حقيقة مشاعر المرأة، ويبيّن التأثير السلبي على نفسيتها..

قد تكون الأسباب متعددة، ولكن سبب من الأسباب المؤدية لهذه الحالة الشائعة والمنتشرة بين الأزواج الكبت..
نعم ذلك الكبت الذي قد يستمر لسنوات طويلة، وبعد ذلك يسبب انفجاراً مدوياً يكاد يهد تلك العلاقة أو يمزقها فقد يوصل كلاً منهما الى القناعة باستحالة التحمل والاستمرار بالعيش مع الآخر..
فالمشاكل التي حصلت خلال سنوات عديدة، والتي لم يحاولا التعامل معها بالأسلوب العلمي الصحيح في الوقت المناسب ومن ثم التغلب عليها تراكمت وتكدست.. وأصبحت كالجبال التي سدّت عليهما منافذ الحياة، وحجبت عنهما شمس السعادة، وجعلتهما يشعران أنّ الوقت قد حان للتخلص منها، وربما عن طريق إنهاء تلك العلاقة..


وهنا نقول إنّ الحوار البناء أمرٌ ضروري جداً لاستمرار الحياة الزوجية، فالزوجة تجد الراحة النفسية، عندما تتكلم وتلاحظ أنّ زوجها منتبهاً لما تقوله..
وكذلك فإنّ استماع الزوج لزوجته ولما تقول، يتيح له الفرصة ويساعده على فهم كلامها ومن ثم يحاول الزوج التعامل مع تلك المشكلة والتغلب عليها..

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 642.
الشيخ علي السعدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا