من الأمور التي قد تؤدي الى الفشل والإحباط الأُسري هو (الروتين اليومي) والذي قد يكون مملاً وسقيماً في نفس الوقت!!
من أجل ذلك يقول خُبراء التربية والتنمية البشرية وعلماء النفس إنّ كسر هذا الروتين أمر مهم وضروري لديمومة عجلة الحياة بالمسير من جانب، وإدخال البهجة والسرور على العائلة من جانب آخر..
فمثلاً قد يتهاون البعض في رعاية أسرته والالتفات إليهم والإحساس بمشاعرهم..
فنتيجة كثرة العمل لديه أو لبعض الأسباب الشخصيّة يُهمل الكثير من الآباء اصطحاب أولاده أو عموم عائلته الى بعض الأماكن التي تدخل السرور على قلوبهم.. وهنا نقول على الإنسان العاقل والمؤمن أن لا يفكر فقط في سعادته الشخصيّة ويترك سعادة عائلته وأولاده، وهم المقرونون مع النفس كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ (التحريم: 6).

إن من يحب أن لا يدخل النار عليه أن يحب ذلك لأولاده وأهل بيته، ومن يحب الاستيقاظ لصلاة الصبح لما فيه من ثواب ورزق، فعليه أن يحب ذلك لغيره من أرحامه وأقاربه وأهل بيته..
وكذلك من يحب الترويح عن نفسه وشم رياحين الحياة، عليه أن يحب ذلك لزوجته وأولاده، فيصحبهم معه الى الأماكن التي تغير من نفسية المرء وتقوي عزيمته، واجتناب أي تقصير قد يؤدي الى فشل تربوي له مردوده السلبي على العائلة والمجتمع.
فالمرأة عندما لا تزور أهلها أو أقاربها كيف يُطلب منها أن تربي الأولاد؟! وتسعد الزوج وتعطيه ما يحتاجه أو يحبه ويرغب به؟! ما دامت قلقلة ومتوترة من الناحية النفسية؟؟

كذلك في مسألة الأولاد فإن راحتهم تؤدي الى راحة الأب وسعادتهم تؤدي الى سعادته، فعليه كمسؤول عن عائلته اصطحابهم الى الأماكن الدينية، كالمساجد والحسينيات للصلاة والاستفادة من أنشطتها، وحضور مجالس العزاء للاستماع الى المواعظ الدينية المفيدة وتحصيل ثواب البكاء على الإمام الحسين وبقية المعصومين(عليهم السلام) والذهاب الى الأضرحة والمشاهد المشرفة لهم والتوسل بأنوارهم القدسية وزيارة تلك الأجساد الطاهرة والتي تعطي حياة سعيدة للأسرة، وتنشر البركة على كل أفرادها.
وأيضا الأماكن الترفيهية وكذلك ممارسة بعض الأنشطة سويا تلك التي تكسر روتين الأسرة اليومي فتحقق السعادة لهم.

________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 540.
منتظر السعدي