تأثير الغضب على الحياة الزوجية
2022/09/29
440
 

إن وجود الغضب في الحياة الزوجية واتصاف أحد الزوجين أو كليهما بهذه الصفة المدمّرة قد يؤدّي إلى تفاقم الخلافات الزوجية وتضخيمها وصولاً إلى الطلاق وتشتّت الأسرة وتفرّقها!
وعندما تبحث عن السبب الرئيسي عما يقف خلف اشتعال نار كل المشاكل بين الزوجين تجد بأنه الغضب، ولهذا ورد عن أبي عبد الله(عليه السلام): "الغضب مفتاح كل شر" (الكافي: 2/425).

إنّ خصلة الغضب تؤدّي إلى أن يعتبر أحد الزوجين نفسه وصياً على الآخر ويحاول بهذا السيطرة عليه ويحاول أيضا تأكيد مكانته في الأسرة كندٍّ ومساوٍ في الحقوق والواجبات، ومعظم الشجارات ومنابت الغضب تبدأ من هنا..

معالجة هذه الصفة أو الحالة في الحياة الزوجية على الزوجين الالتزام بأُمور عدة منها:

التعبير الهادئ عن المشكلة: فعندما ينشب خلاف بين الزوجين حول أمرٍ ما فإن طريقة الخلاف والتعبير عن الاستياء مهمة جداً..
فيجب تجنّب توجيه الإتهامات والشتائم، والتركيز على المشكلة ذاتها بقصد حلّها..
ولا يجوز نبش الماضي وتذكير الآخر بما فعله سابقاً ويكون قد نَسِيه ولم يعد إلى سلوك مشابه..
وعدم المبالغة في تضخيم تصرّف الشريك بما لا يستوجب ذلك، فلابد من التغاضي عن بعض الأخطاء غير الهامة لأننا جميعاً نخطئ..
ويجب الوضع بعين الاعتبار بأننا لن نُسامَح إن لم نُسامِح.


الحوار الموضوعي: الحوار والنقاش الهادئ هو أفضل السبل بشرط أن يؤدي إلى حّل جذري للمشكلة، أما أن يرفع أحد الطرفين صوته ويغضب فلا يسيطر على لسانه أو حركاته، فإنه يضخِّم المشكلة!! وحتى لو كان الطرف الغاضب على حق لكنه بغضبه وسوء سلوكه يصبح على خطأ وباطل ويمنع الشريك من الحوار ويفرض عليه رأيه بالقوة..
وقد يسكت الطرف الآخر لا عن قناعة بل عن حكمة ونفور..
فالشجار لن يؤدي إلى أي نتيجة بل تتراكم مشاعر الغيظ المكبوت والألم وجرح الكرامة في أعماقه يوماً بعد يوم حتى تُقتل العاطفة والود..
وتسبّب أمراضاً جسدية نفسية المنشأ مع مرور الزمن وتخلّف شعوراً بالمرارة..

لا يفلح أيّ اعتذار في محوه لأن الأمر يتكّرر باستمرار فلا يتعلّم الغضوب الدرس وكيف انّه بغضبه المدمّر.. يدمّر من يفترض أن يكون السَكَن والسَكينة اليه.




___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 529.
الاستشارية زينب نعمة


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا