أهمية التواصل بين الزوجين
2022/09/25
305

إن الطلاق العاطفي هو حالة غياب المشاعر والعواطف من الحياة الزوجية فنرى الزوجين يعيشان في مكان واحد وتحت سقف واحد ولكن كأنهما غريبين عن بعضهما حفاظاً على هيئة الأسرة أمام المجتمع الذي يستنكر الطلاق الفعلي عادة أو حفاظاً على الأبناء من الضياع..
لكن لربما ما لا يدركه الشريكين أن آثار الطلاق العاطفي لا تقتصر على الزوجين فحسب بل يمتد أثرها الى جميع أفراد الأسرة.
إن التواصل الحقيقي بين الأزواج هو الذي ينطلق من الأيمان بالله وعلى أساسه سيساهم في إسعاد الطرف الآخر وهذا يتم من خلال عدة أمور منها.. أداء الحقوق الشرعية ورعاية المشاعر والأحاسيس للشريك مع الجعل في الحسبان أن الجانب العاطفي هو الأساس لنجاح الحياة الزوجية فإن انعدم أو قل هذا الجانب نجد اهتزازاً في الحياة الزوجية، حتى أن القرآن الكريم قد تطرق الى هذا الجانب لما له أهمية كبيرة في سير حياة الزوجين والأسرة بأكملها، فقال تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"..

إن الزوج والزوجة وفق الرؤية القرآنية سكن لبعضهما وهذا السكن لا يتحقق إلا بتفعيل المودة والرحمة فيما بينهما وعلى العكس تماماً فإن ترك المودة والرحمة يؤدي الى الهجران العاطفي مما يجردهما من المشاعر والأحاسيس التي يجب أن تتوفر وتتواجد بين الأزواج وهذا ينتج علاقة خالية من المقومات الأساسية بين الزوجين، فنرى الزوج يعيش حالة من الوحدة والانفصال الروحي عن زوجته وكذلك الحال لها وهذا بكل تأكيد ينعكس على الأبناء بشكل سلبي ومدمر..
فالابتعاد عن تعاليم الشريعة وقلة أو انعدام الوعي عن أهمية هذا الموضوع وحتى الانشغالات بأمور ليس لها أهمية في الحياة يجعل الأمر في صدارة المشاكل التي يعاني منها الزوجين.
كما ينبغي على الطرفين في حالات الطلاق العاطفي الرجوع الى الرسالة العملية الخاصة بالحقوق الزوجية وأن يأخذا الحكم من أهل الاختصاص وترتيب أولوياتهم فالأولويات تُرتب على الأساس الشرعي وليس الأساس الذاتي. 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج خيرات حسان-الحلقة السابعة- الدورة البرامجية 61. 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا