إنَّ لمعدل الدخل الأسري دور مؤثر في تحديد مستوى ذكاء الأبناء، فالعوائل التي تعاني من التدني الشديد في دخلها تواجه صعاباً على صعيد التغذية وتحقيق برنامج غذائي مناسب التي هي من العوامل الفاعلة في النمو العقلي للأطفال.
ولاتخلو مثل هذه العوائل من مشاكل
في مجال الشؤون الصحية والطبية أيضا. فتدهور الوضع الصحي وتأجيل
متابعة القضايا ذات الصلة بالعلاج يؤثر سلباً في الوضع الفكري لدى
الطفل.
والأسرة ذات الدخل
المحدود تعجز عن تزويد الأبناء بالوسائل التعليمية ووسائل اللعب
وبمتطلبات الانضمام إلى الدورات المختلفة وغيرها مما يعرقل تواصل
نموهم الطبيعي، وقد يهدد يسر الحال وارتفاع المستوى الاقتصادي
للأسرة مسيرة النمو العقلي للطفل أيضاً لأن مثل هذه العوائل تسيء
إلى تغذية الطفل على نحو آخر.
فإعداد الأطعمة ذات الكلفة الباهظة
والتي تفتقر للقيمة الغذائية المطلوبة غالباً وتزويد الأطفال بالمال
لابتياع المشروبات الغازية والشكولاته والكيك و...تعرض تغذيته
للخطر.
إن الانشغال الدائم بالتلفزيون
والحاسوب تسلب الفرصة الكافية للتفكير وتفعيل نشاطه الذهني، فأهم
مساوىء هذا النمط من الحياة الناشئة عن رفاه الأسرة هو شعوره
بالراحة التامة وبأنه يحصل على كل شيء دون أي عناء مما يحد من مستوى
ذكائه وفاعلية ذهنه وقدرة إبداعه.
أخيتي الكريمة
هنالك أمران مهمان يجعلان الاهتمام بالمستوى الاقتصادي للأسرة من
بواعث النمو العقلي للطفل،هما: توفير الدخل المتوسط للعوائل الفقيرة
ذات الدخل المحدود، والآخر: الاستغلال الصحيح والمنطقي لدخل العوائل
الميسورة.
والجدير بالذكر أن يبذل الجهد
لتأمين الدخل الكافي للأسرة حيث تشير ألاحاديث الشريفة إلى أنه أداء
يضاهي في مرتبته الجهاد في سبيل الله حيث قال النبي محمد (ص وآله):
(الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله) وأن العمل لترقية مستوى
الدخل الأسري جهد لا يعارضه الإسلام فقط بل يحسبه أمراً مأجوراً
أيضاً كما يجب طلب العون من الله تعالى لاكتساب الرزق الحلال واحرص
أن تكون دوماً على وضوء وعلى قراءة القرآن وإيصال الرحم فإنها أمور
تستجلب رزق الله من حيث لا تحسب له حساب.
كما يجب التزام القناعة نهجاً واختاري الإبداع سبيلاً لتأمين متطلبات حياتك؛ فبوسعك مثلاً أن تصنع وسائل اللعب وأن تستعيري الكتب من المكتبات العامة وبمقدور ربة البيت أيضاً أن تلعب دوراً مساعداً في دعم الدخل الأسري فإن لم تكن عاملة خارج البيت يكون بإمكانها أداء الأعمال اليدوية في الدار مثلاً.
ولا
تنسي مستمعتي ان اعتماد أسلوب الإبداع في أداء مهنتك وإن تعذر ذلك،
ففكر بأساليب أخرى.فبدلاً عن الانكباب على العمل أطلق العنان
أحياناً لعقلك فقد يهديك إلى طرق أفضل لكسب الدخل الحلال، وبوسعك أن
تلجأ للمطالعة وتحاول زيادة معلوماتك في هذا السياق,فقد تفيدك كتب
وينبغي عليك بالطبع أن تعلمي أن هذه الكتب تزودك بمعلومات حول
أساليب معينة والدور الهام يتبقى لإبداعك أنت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج نصف
العيش-الحلقة الحادية عشرة- الدورةالبرامجية 29.
الاقتداء بالعقيلة زينب (عليها السلام)
كيف نحيي شهر الأحزان؟ إحياء الشعائر
النهضة الحسينية وتأثيرها في النفوس