2025/11/12
71 كنت جالسًا في إحدى المحاضرات، منصتًا لما يقول الدكتور، عندما ذكر جملة أثارت في داخلي تساؤلات عميقة: (إذا رأيت منتجًا مجانيًا، فاعلم أنّك أنت السلعة)!.
توقفت لأتأمل هذه العبارة وأتساءل: كيف يمكن أن نكون نحن السلعة؟ تلك المنصات التي نستخدمها يوميًا، تبدو لنا مجانية وبريئة، لكن الحقيقة التي بدأت تتضح لي هي أنّ الثمن الذي ندفعه ليس المال، بل أفكارنا ومبادئنا وحتى ديننا.
ما نشهده اليوم من أحداث متسارعة في العالم ليست مجرد صراع على الأرض أو الاقتصاد، بل هي حرب على العقول.. فإنّ وسائل التواصل الاجتماعي، التي تبدو لنا وسيلة للترفيه والتواصل، أصبحت أداة خطيرة في يد العدو لتضليل أفكارنا وتوجيهنا بعيدًا عن القيم والمبادئ التي تربينا عليها، والعدو اليوم لا يحتاج إلى جيوش ليحتل بلادنا، فهو يستخدم هذه المنصات ليحتل عقولنا.
وتتسرب الأفكار المضللة عبر المحتوى الذي نتعرض له كلّ يوم، سواءً كان ذلك عبر الأخبار المغلوطة، أم الأفلام والمسلسلات التي تروج لأفكار غريبة عنا، أو حتى عبر (الترندات) التي تغزو منصات التواصل الاجتماعي.. كلّ ذلك يحصل بطريقة مدروسة ومخطط لها بعناية، لتغيير قناعاتنا تدريجيًا دون أن ندرك! فنحن الآن في زمن يُلعب فيه على العواطف والمشاعر لتسويق الأفكار التي تهدم القيم وتزعزع العقيدة.
الأحداث الجارية الآن، سواء كانت في الشرق الأوسط أم العالم الغربي، هي مثال حي على هذه الحرب الفكرية، ونرى كيف يُستخدم الإعلام والمنصات الرقمية لبث الفتنة، وتشويه صورة الدين، والترويج لأفكار لا تتماشى مع فطرتنا السليمة.. والهدف واضح:
فصل الناس عن دينهم، وتشتيت الأمة، وإضعاف الأجيال القادمة عبر تدمير هويتهم الفكرية والدينية.
حينما نرى كيف يُروِّج لنمط حياة بعيدًا عن القيم الإسلامية، أو تشويه صورة المعتقدات الدينية على أنّها تخلف أو رجعية، ندرك أن هذا جزء من مخطط أكبر، والعدو لا يريد منا أن نتمسك بديننا؛ لأنّه يعرف أنّ ديننا هو القوة الحقيقية التي تقف في وجهه، ويريدون أن نشكك في مبادئنا، وأن نعدّ ديننا عائقًا أمام (التحضر والتقدم).
فلنحذر مما نتعرض له يوميًا على هذه المنصات المجانية، فهي ليست سوى أدوات يستخدمها العدو لتفكيكنا من الداخل.
2025-11-12
2025-11-10
2025-11-06
2025-11-05