في زمن التقنية والذكاء الاصطناعي، تحوّلت الصور الشخصية إلى بوابة يطل منها الناس على ما لم يُرَ من قبل!
في الآونة الأخيرة ظهرت ميزة جديدة تسمح بتحويل الصور الشخصية إلى رسومات، مما فتحت بابًا خطيرًا! كشف لنا عن طريقه تفاصيل دقيقة عن حياة النساء (بخاصة المحجبات)، لا من حيث حجابهن الظاهري فقط، بل من حيث أذواقهن في تنسيق الملابس، وأوقات وجودهنّ، والأماكن التي يقصدنها، وحتى طريقة وقوفهن والتفاتاتهن الخفيفة أمام الكاميرا.
وصور حُمِّلت ببراءة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ستظل مخزّنة في قواعد البيانات، محفوظة أبدًا في عالم الفضاء الإلكتروني، وربما تُستدعى (هذه الصور) بعد رحيل أصحابها عن الدنيا، وتُعرض للأجيال القادمة كجزء من أرشيف مفتوح، أو كنماذج تدريبية لتطوير تطبيقات جديدة.
ولم يعد من المستبعد أن تُستخدم هذه الصور في تجارب مطورين، أو تُعرض في معارض الذكاء الاصطناعي كأمثلة على (تحليل الشكل البشري)!
وفرق كبير بين زمن كانت المرأة فيه تستحي من أن يُرى ظِلُّها، وزمن ترسل فيه صورتها طواعية إلى برامج لا تُعرف نهاياتها ولا مدى استخدامها!
والذكاء الاصطناعي لم يُتعب نفسه كثيرًا، فقد حصل على صور النساء بسهولة مذهلة: المحجبة أرسلت صورتها مكشوفة الرأس دون حجاب، والمنقبة أرسلت صورتها بوجه مكشوف، والجميع وثق بالتقنية، دون أن يدركوا حجم الانكشاف الذي وقعوا فيه..
إنّها المصيدة الناعمة.. حيث يختلط الإعجاب بالتقنية مع الغفلة عن العواقب، وتُهدى الصور طواعية لزمن لا يرحم.