الشباب الواعي ذخيرة المجتمع
2025/10/07
31

الشباب مرحلة تمرُّ بالإنسان تتميز بالنشاط والحيوية، وتكون هذه المرحلة هي أفضل مرحلة في حياة الإنسان، وهي مرحلة تحمّل أعباء المسؤولية والسعي والحركة والقوة والنشاط، ولا شكّ في أنّ الشباب ثروة كبيرة في حاضر الأمة ومستقبلها، لذا نرى حتى الأنبياء (عليهم السلام) كانت حركتهم للدعوة إلى الله تعالى في مرحلة الشباب، وقد عرض القرآن الكريم بعض من صور الأنبياء والأولياء من الرجال والنساء وكيف تصدُّوا للدفاع عن القيم والمبادئ والتوحيد، في قبال الحكام والجائرين والظالمين في هذه المرحلة من حياتهم..

1- إبراهيم الخليل: كان شابًا وفتًى استطاع أن يحطّم الأصنام، ويحطّم أسطورة عبادتها من قِبل المجتمع، ولم يرهب ويخاف من قوة السلطان، كما جاء في قوله تعالى: ﴿قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾ (الأنبياء: 59-60).

2- أصحاب الكهف: هؤلاء الفتية استطاعوا أن يخرجوا على النمط الذي كان يعيش فيه المجتمع من عبادة الأوثان والشرك، ولجأوا إلى الله تعالى وتوحيده، فقال تعالى بحقهم: ﴿نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى، وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾ (الكهف: 13-14).

3- آسيا بنت مزاحم: هذه المرأة الشابة المثالية المجاهدة المؤمنة زوجة أكبر إمبراطور في الأرض حينها، ولكنها رفضت المُلك والسلطان وحياة الدعة والاسترخاء، وفضّلت حياة القهر والقتل والموت على العيش مع الإنسان المشرك والظالم والكافر بنعم الله سبحانه، قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (التحريم: 11).

وبعد هذه المقدمة كيف لنا أن نصنع جيلًا من الشباب الواعي؛ كي يخدم الأمة والمجتمع؟

أولًا: التسلُّح بالعلم والمعرفة: يجب التسلُّح بالعلم والمعرفة وقوة العقل والفكر، فلا يمكن للمجتمع أن يتطور على جميع الأصعدة، من دون حركة علمية واعية ومدروسة ضمن استراتيجية وخطة محكمة، ومرحلة الشباب مرحلة ذهبية لقبول العلم والمعرفة.

لذا يجب أن تتهيّأ مؤسسات البلاد العلمية والتربوية من أجل أن تأخذ دورها؛ ابتداءً من الروضة حتى الجامعة، بتوفير كل المستلزمات وما يحتاجه الطالب في المدرسة أو الجامعة، سواء على المستوى العلمي أو الترفيهي، بحيث تجعل الطالب يعيش في المدرسة والجامعة كأنّه يعيش في بيت أهله أو أفضل؛ كي ننتظر النتائج الصحيحة والإبداع.

ثانيًا: التلبّس بالأخلاق الحميدة: يجب أن تأخذ التربية الأخلاقية دورها في حياة الشباب، ويجب أن يبدأ ذلك من الأسرة، وكذلك إعداد مناهج تربوية وأخلاقية في المدارس والجامعات تركز على كيفية التحلِّي بالأخلاق؛ كالصدق والأمانة والإخلاص والإحسان وكظم الغيظ، وبقية الأخلاق الحميدة.. والابتعاد عن مساوئ الأخلاق والرذائل؛ كالغش والخيانة والكذب، وغيرها من مساوئ الأخلاق.

اللّهم وفقنا في حياتنا لكلِّ خير فيه صلاح الأمة والمجتمع، واجعل ذلك خالصًا لوجهك الكريم.

 

  • الشيخ عبد الرضا البهادلي
__________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1056.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا