التربية؛ كلمة تحمل الكثير من المعاني، والحال الذي أصبحنا في زمننا هذا نعاني من فقدانها واقعًا، فتربية الأبناء تربية حسنة من أهم الأمور، وهم أمانة في أعناق والديهم فـ(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
فالأسرة الصالحة هي مَن تربي أبناءها تربية إسلامية صحيحة وتزرع في قلوبهم التقوى والخلق الحسن، وعندما أُطلق على الوزارة القائمة على التعليم (وزارة التربية والتعليم) لم يُطلق الاسم بهذا الترتيب عبثًا، فقد قُدِّمت كلمة التربية على التعليم؛ لأنّها البُنية الأساسية التي يجب أن يُقام عليها الإنسان في حياته.
والتربية هي أساس الأخلاق الرفيعة العالية، فلا تعليم دون تربية، فبعض المدرسين قد يغفلوا أحيانًا عن فهم رسالتهم على الرغم من أهمية هذه الرسالة، ويعتقد أنّ رسالتهم تنحصر في التعامل مع الكتب والمناهج الدراسية، وهنا نقع بالخطأ الذي قد يوصلنا لجيل منحرف أخلاقيًا في ظل التحديات التي تستهدفه، المتمثلة بالتطور التكنولوجي وعالم الشبكة العنكبوتية ومنها مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع.
لذا يجب أن يكون دور المعلِّم هو تربية الطلاب مع تعليمهم، فبعض المدرسين يصرخ ويزمجر عندما يجد ما يُعيق استكمال شرح المقرر الدراسي قبل انتهاء حصته، ولا يُدرك أنّ التعامل مع الأشخاص بصورة لبقة وصقل الشخصية على الأخلاق الحسنة يساعده في ذلك.
ويجب أن لا يغفل المدرس النواحي النفسية للطالب، ويرجع للأسباب التي توصل الطالب إلى المشاغبة أو التصرفات المسيئة، ومعالجتها بالطرق العقلانية، ففي ذلك سيجعل الطالب يشعر بالقرب من مدرِّسه ويشعر بالاهتمام به، وهذا سيجعل الطالب يهتم بدرسه ويرفع مستوى التركيز لديه في الصف، فالمعاملة الحسنة والأخلاق هي من تصنع أجيال ترتقي بالأمم لتجعلها تتنافس مع الدول المتقدمة.
ويجب أن يكون المدرس قدوة يقتدي بها تلاميذه، فالإسلام دعانا لذلك.