الحسينيون! أتباع الإمام الحسين (عليه السلام)؛ الذي كسَر الحواجز، وهدم الجدار العريض الفاصل بين الناس وبين فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكسْر هذا الحاجز واقعًا هو من أهم نتائج نهضة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) المباركة.
ولقد علّمنا الإمام الحسين (عليه السلام) كيف يجب أن تكون العلاقة بين الحاكم والمحكوم؟ علّمنا أنّ ليس كلُّ من يعتلي سدة الحكم يُمثِّل الدين، حتى لو ارتدى زيّ الدين، أو تسربل بسربال الدين!
كيف علّمنا الحسين ذلك؟
قال لنا: للدين رجاله، وقال لنا كما قال والده أمير المؤمنين (عليه السلام): «اعرف الحقّ تعرف أهله».
ونحن إذ نرفع شعار رفع المظلومية عن أهل البيت (عليهم السلام)، فإنّنا في الوقت ذاته نرفع المظلومية عن جميع المستضعفين في هذا العالم، ولذلك، فإنّ الأضواء ستُسلّط علينا، والأنظار ستكون متجهة إلينا، والخصوم -بغضّ النظر عن هويتهم أو خلفياتهم- سيكونون لنا بالمرصاد.
إنّ خصوم الإمام الحسين (عليه السلام)، هم خصوم شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، هم خصوم الحسينيين، سواء أكانوا من المسلمين أم من غير المسلمين! كلُّ أولئك يترصّد أيّ حركة، أيّ زلّة، بل حتى أيّ وهم بخطأ، (وإن لم يكن هناك خطأ في الواقع)، فمجرّد أن يتوهّموا أنّ هناك خطأ صدر من موكب، من هيئة، من خطيب، من شاعر، من رادود، من زائر، من مؤسس مجلس، من أي شخصية تُعلن الولاء لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، فإن ذلك الوهم سيكبّر، ويضخّم، وسيُستغل.
فلنكن إذن حذرين.. ولنكن كما أرادنا الإمام الحسين (عليه السلام) طاهرين في السلوك، ناصعي البياض في السيرة.. إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) لم يبدأ خصومه بقتال، على الرغم من أنّهم كانوا قادمين لحربه، فالإمام الحسين (عليه السلام) كان نموذجًا للإنسانية في تعامله حتى مع خصومه.
انظر إلى تعامل الإمام الحسين (عليه السلام) مع الحر الرياحي -قبل توبته- فقد أمر بسقايته وجيشه، وسقى خيولهم، وأمر غلمانه وأبناءه أن يسقوهم، بل أن يُرشِّفوا خيلهم رشفًا، وهذه ليست صورة تمرُّ علينا عبثًا، بل هي (مبدأ)، هي درس في الأخلاق الحسينية.
إذن علينا أن نكون صادقين في سلوكنا، صادقين في تصرُّفاتنا، لا سيّما في هذا الشهر المبارك، شهر محرم، شهر الإمام الحسين (عليه السلام)، الذي أراد لنهضته أن تكون نقيةً نقاء الدم الذي سال على أرض كربلاء.
توافق الأحكام الشرعية مع الفطرة والعقل
منع التعرُّض لحرم الحسين (عليه السلام)