الإنسان المعروف بحبّه للإمام الحسين (عليه السلام)، والذي يسير مشياً على الأقدام، ومن أوائل السائرين إلى كربلاء، ويُفني الليالي في الجمعيات والهيئات الحسينية، ويهبُ روحه فداءً للإمام الحسين (عليه السلام)، وفي الزيارات المخصوصة لا يتخلّف، وعند إقامة المجالس الحسينية يكون في مقدمة الحاضرين لذكر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)..
هذا المسير أمرٌ ممتاز جداً، وعملٌ عظيم، ولكن على قدر النوايا التي تنطلق منها أفعال هذا الإنسان يكون أجره وثوابه عند الله تبارك وتعالى، فهذه النوايا هي التي تُضفي القيمة على الأعمال.
عندما أُدرك أنّني من شباب الموكب، فهذا يعني أنّني أصبح بمنزلة دعاية للموكب، بل دعاية للدين، بل أصبحتُ داعياً للتشيّع، داعياً لأمير المؤمنين وأهل بيت النبي (عليهم السلام). فأنا عندما أرفع شعار مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأنصاره (عليهم السلام)، فعليّ أن أتحلّى بأخلاق الإمام الحسين (عليه السلام) المباركة وأتشبّه بها، فالأخلاق الحسينية ليست شيئاً يُقال! بل تُجسّد في الأفعال والمواقف والسلوك.
لأتأمل في مواقف حبيب بن مظاهر الأسدي وأتعلّم منها، الرجل الكبير في السن، الذي ربما تجاوز عمره التسعين عاماً، الرجل الذي كان يختم القرآن في ليلةٍ واحدة، الرجل الذي له مكانة اجتماعية عظيمة بين قومه، وله هيبة في الكوفة، ومع كلِّ ذلك، عندما نقف عند جانبٍ من سيرته، نراه واقفاً بأدب جمٍّ عند خيمة السيدة زينب (عليها السلام)، ويقول لها:
(هذه سيوف فتيانكم، أبوا أن يغمدوها إلا في صدور أعدائكم)..
فتيانكم! أيْ: إنّه يتحدّث عن شبابٍ في مقتبل العمر، ومع كِبر سنّه، كان مؤدباً ومتواضعاً أمام خيام أهل البيت (عليهم السلام).
هذه هي الأخلاق التي ينبغي أن نتحلّى بها، إذ نحن اليوم نعيش في مجتمعٍ يتعرض فيه الدين لهجمةٍ شرسة، والأخلاق تتعرض لهجمة كبيرة، والقيم والمُثل الاجتماعية المتوازنة (سواء كانت ذات صلة مباشرة بالدين أم لا) فإنّها تُستهدف وتُهاجم.
ومن بين أولئك الذين يُفترض أن يحملوا راية الدفاع عن العدالة الاجتماعية، والمطالبة برفع الظلم في مختلف أشكاله، هم الحسينيون أتباع الإمام الحسين (عليه السلام).
التحلّي بالأخلاق والقيم الاجتماعية
التربية الكربلائية رسالة تجديد للعالم