في كلِّ زمان، تتجدّد الأشواق لفجرٍ موعود، يحمل معه النور والخلاص، إنّ الإمام المهدي (عجّل اللهُ فرَجَه) هو أمل الأرض وخليفة الله المنتظر، الذي تتلألأ باسمه الأرواح، وتُشحذ له الهمم، والانتظار له ليس سكوناً، بل حركة روحية تمهّد لعصر العدل الإلهي المرتقب.
كم مِن منتظرٍ عاش لحظة الانتظار خموداً، وكم مِن منتظرٍ حوّل الانتظار ناراً تتّقد في القلب؟!
الانتظار في منطق أهل البيت (عليهم السلام) لا يعني الركون أو التمني الفارغ، بل هو عملٌ مستمر وجهادٌ داخلي، إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج»، وهو إشارة لعبادة الحركة.
تزدان النفوس الطاهرة حين تصقلها دموع الشوق، وترتفع الأرواح العطشى بالتهذيب نحو سماوات اللقاء، التمهيد يبدأ من داخل الإنسان، بتزكية قلبه وتهذيب روحه، لتنعكس أنوار الإيمان على مجتمعه بالإصلاح الذاتي والأُسري، تُعبّد الأرض لاستقبال الوعد الإلهي الذي بشّرت به آيات الكتاب الكريم للمستضعفين.
كلُّ نبضة خير تهمس في أُذُن السماء: نحن هنا، نغرس بذور الظهور العظيم!
كلُّ عمل صالح وخطوة نحو الحقّ تنسج خيوط راية الإمام المهدي (عجّل اللهُ فرَجَه) التي سترفرف على الدنيا، والمنتظر الواعي هو مَن يصنع الفجر بيده، متسلّحاً بالإخلاص، مترقباً إشراقة النور حين تنقشع ظلمة الغَيبة.
أيُّها المنتظِرُ الملهوفُ، طهّر فؤادك من أدران الغفلة، وسِرْ بخُطًى راسخةٍ على صراط الحق..
تجهّز لاستقبال النور عند إشراقة فجر الظهور..
كن ممّن سبق بالاستعداد، لا ممن تأخر بالانتظار، وازرع في أيامك نور الإيمان، لتكون من أهل اللقاء حين يطل الفجر المنتظر (عجّل اللهُ فرَجَه).
__________________________________________