الغِيبة والنميمة وحرمتهما
2025/04/17
33

الغِيبة وحرمتها:

الغِيبة وهي: «أن يُذكر المؤمن بعيب في غَيبته، سواء أكان بقصد الانتقاص أم لم يكن، وسواء أكان العيب في بدنه، أم في نسبه، أم في خلقه، أم في فعله، أم في قوله، أم في دينه، أم في دنياه، أم في غير ذلك، مما يكون عيباً مستوراً عن الناس، كما لا فرق في الذِكر بين أن يكون بالقول، أم بالفعل الحاكي عن وجود العيب» (منهاج الصالحين للسيد السيستاني: ١/١٧).

وقد ذمّها الله عزّ وجلّ في كتابه الكريم وصوّرها في صورة تقشعر منها النفوس والأبدان، فقال جلّ وعلا: ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ (الحجرات: ١٢)، وقال (صلى الله عليه وآله): «إياكم والغِيبة فإنّ الغِيبة أشدُّ من الزّنا، فإنّ الرجلَ قد يزني فيتوبُ إلى الله، فيتوبُ اللهُ عليه، وصاحب الغِيبة لا يُغفر له حتى يَغفر له صاحبُه» (جامع السعادات، للنراقي: ٢/٣٠٢).

ولا يحسن بالمؤمن أن يستمع إلى غيبة أخيه المؤمن، بل «قد يظهر من الروايات عن النبي والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام أنّه: يجب على سامع الغيبة أن ينصر المغتاب ويرد عنه، وأنّه إذا لم يرد، خذله الله تعالى في الدنيا والآخرة، وأنّه كان عليه كوزر من اغتاب» (منهاج الصالحين للسيد السيستاني: ١/١٧).

النميمة وحرمتها:

وحين يرد ذكر الغيبة يرد في ذهن المؤمن عادة مصطلح شرعي آخر حرمه الإسلام كذلك، وشدّد بالنكير على فاعليه؛ صيانة للمجتمع من التفكك وهو (النميمة)، كأن يُقال لشخص ما: (فلان تكلم فيك بكذا وكذا)، مكدِّراً صفو العلاقات بين المؤمنين أو معمِّقاً درجة الكدر بينهم، وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: «ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة» (جامع السعادات للنراقي: ٢/٢٧٦).

وقال الإمام الباقر (عليه السلام): «الجنة محرمة على المغتابين المشائين بالنميمة» (الكافي للكليني: ٢/٣٦٩).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «لا يدخل الجنة سفاك للدماء، ولا مدمن للخمر، ولا مشاء بنميم» (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للصدوق: ٢٦٢).

 

  • (يُنظر: الفقه للمغتربين، د. عبد الهادي الحكيم: ص215-217)
__________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1031.
    تحدث معنا
    يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا