ميكانيزمات الدفاع عن الذات
2020/11/02
1300

الميكانيزمات أو الآليّات الدفاعية أو الوسائل الدفاعيّة أو الدفاعات النفسية، هي استراتيجيات نفسية يستخدمها العقل الباطن لحماية الفرد من التوتر الناجم عن الأفكار أو المشاعر المرفوضة، وتسعى هذه الميكانيزمات إلى إيجاد حلول وسط للمشكلات الشخصية، وتُمثّل الطرق البسيطة للعقل الباطن في مسايرة التوتّر، وتساعد الشخص على إيجاد حلول أكثر قبولاً من الناحية الاجتماعيّة، مثلما تفيد هذه الدفاعات في حماية الذات من التهديد، فعندما يتعرّض أيّ شيء ذي قيمة للتهديد فإنّ المرء يكافح للدفاع عنه، لكنّ هناك أساليب واقعيّة ومعقولة للدفاع عمّا له قيمة، وهناك أساليب غير واقعيّة للدفاع عن القِيم، فلو كنّا نضع قيمة عالية لأجسامنا، وهدّد المرض أجسامنا فإنّ الطريقة المعقولة للدفاع عنه هي دراسة المرض، وتحديد علاجه وتناول الدواء، أمّا الأساليب غير الواقعيّة للدفاع عن الجسم فهي تجاهل الألم، أو تناول المهدّئات، والزعم بعدم وجود ما يهدّد الحياة أو الصحة.

وبذلك ينتج عن الميكانيزمات الدفاعيّة عواقب صحية أو مرضية، ويعتمد ذلك على الظروف المحيطة، ونوع الأسلوب المستخدم ودرجة تكراره، ففي نظريّة التحليل النفسيّ تُعدّ الميكانيزمات الدفاعيّة استراتيجيّات نفسيّة تقوم بدورها عن طريق العقل اللاواعي بإنكار الحقيقة أو تغييرها أو التلاعب بها من أجل حماية الشخص من الشعور بالقلق أو التوتّر نتيجة الأفكار غير المقبولة، وحمايته من التهديد، والحفاظ على صورته الذاتيّة. ومن هذه الآليّات المستخدمة في إنكار الحقيقة أو التلاعب بها أو إعادة تشكيلها ما يأتي:

1- القمع (الكبت): هو محاولة دفن الأحاسيس أو الأفكار المؤلمة من وعي الإنسان أو إخفائها، وهذه الأحاسيس أو الأفكار بدورها قد تعود لتظهر على السطح بصورة رمزيّة.

2- التماهي (التوحّد): هو إدماج موضوع أو فكرة أو التوحّد والتقارب اللاواعي مع الأشخاص الذين يحملون الأفكار نفسها.

3- التبرير: هو محاولة إيجاد سبب منطقيّ للسلوكيّات أو الدوافع عن طريق إعطائها مبرّرات أو أسباباً مقبولةً. وبصفة عامّة فإنّ القمع (الكبت) يعدّ الأساس أو القاعدة التي تنبع منها معظم الآليّات الدفاعيّة الأخرى.
4- التسامي: هو التعويض بفعّالية مقبولة اجتماعيّاً عن الدوافع التي لا يستطيع المرء إشباعها بسبب المعايير الاجتماعيّة، مثلاً الشخص العدوانيّ ممكن أن يحوّل هذا الدافع إلى دافع مقبول اجتماعيّاً عن طريق الانخراط في ممارسة الألعاب الرياضيّة العنيفة كالملاكمة مثلاً.

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة رياض الزهراء(ع)/ العدد 161
الكاتبة: د. حوراء حيدر الجابري

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا