في رحاب السبط المجتبى (عليه السلام)

2025/03/15

86
في رحاب السبط المجتبى (عليه
السلام)
تمكن إمامنا الحسن السبط (عليه
السلام) من أمرين: الأول قبل إمامته والثاني بعدها..
أمّا الأول: فقد ظهر منه من العلم
والفهم والتقوى ما كان يجعله بنظر الناس أهلاً لأن يكون زعيم الأمة
وقائدها الديني والدنيوي، وبلغ من العلم والشجاعة والرأي والتعقل في
حياة أبيه (صلوات الله عليهما) ما ظهر للعام والخاص فضله
ومقاماته.
والثاني: حفاظه على الدين الأصيل
الصحيح والخط المحمدي العلوي المتكامل، فبعد أن صالح معاوية تمكن
الإمام الحسن (عليه السلام) من نشر معالم الدين لمدة عشر سنوات، حتى
وصل إلى أنّ أحد رواة حديث الغدير قائد شرطة معاوية، فلولا ما قام به
الإمام الحسن (عليه السلام) من خطوات تبليغية رائدة لانطمست معالم
الحق.
ولا يمكن لأحد أن يقول: إنّه لو بقي
حاكماً لكان النشر أوسع وأعمق وأدق؛ لأنّ هذا من أُمور الغيب، والحسن
(عليه السلام) أعلم منا بأمره وكما أبلغه بالحقائق جده وأبوه.. هذا
أولاً..
وثانياً إنّ الأُمور تمشي بأوضاعها
الطبيعية وليس بنحو الإعجاز، وإلا لكان جميع الخلق كما يحب لهم الله
تعالى؛ ولكنْ كلٌّ يتحمل مسؤولياته ومصيره؛ ومن الأوضاع الطبيعية
بالتحليل التاريخي أنّ الناس لن تقاتل بصدق مع الحسن (عليه السلام)،
ولو افترضنا أنّه صلوات الله عليه انتصر فمن سيحكم؟!.. سيحكم جماعات
غير مطيعة يكون الانشغال معهم تضييع لفرصة الهداية العامة والهداية
الخاصة.. فأبوه وهو الإمام علي سيد الوصيين (صلوات الله عليه) لم يسمح
له بعض الشعب بأن يعلِّمهم على حكم عبادة، وتنادوا من أنحاء المسجد:
(وا سنة فلان).
وبين علمه (عليه السلام) وبلاغته يبقى
سيدنا الإمام الحسن السبط الزكي (عليه السلام) رابع أصحاب الكساء وسيد
التقوى وإمام الهدى.. اللهم فارزقنا شفاعته، واملأ أفئدتنا من علمه
ومودته، ومبارك عليكم ذكرى ولادته الطاهرة.
✍️ الشيخ محمد آل حيدر
__________________________________________
نشرة الكفيل / نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ
(مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ،
والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ
بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد
1012.