محكم الإيمان وجوهره
2025/02/25
83
محكم الإيمان وجوهره


ورد عن المولى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لكميل ابن زياد النخعي (رضوان الله عليه) مجموعة من النصوص المحكمة التي تبين العروة الوثقى لإيمان المؤمن ومعالم دينه، وهي من الوصايا النفيسة التي يحتاجها المؤمنون في كل عصر؛ لعقد قلوبهم على مفادها ويتذاكرون في معانيها ومؤداها، فهي عاصمة من الضلال ودليل إلى الحق. 
فيقول (صلوات الله عليه) لكميل: (يا كميل، إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أدّبه الله عزّ وجلّ، وهو أدّبني، وأنا أؤدب المؤمنين، وأورث الأدب المكرمين. يا كميل، ما من علم إلا وأنا أفتحه، وما من سر إلا والقائم (عليه السلام) يختمه. يا كميل، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. يا كميل، لا تأخذ إلا عنّا تكن منّا) (بحار الأنوار).
بمعنى انحصار طريق المعرفة والنجاة بآل محمد (عليهم السلام) فكلُّ مالم يخرج منهم هو زخرف لا فائدة منه، وكلُّ ما لم يتصل بحبل وثيق إليهم فهو سواد لا قيمة له! في زحمة المناهج المختلفة يبقى سراج الحقيقة عندهم وأسرار الكون في بيوتهم وشريعة الله في كلامهم، فهم الدين القيم والنبع الصافي الذي لا ريب فيه ولا بدعة معه.
فلا تأخذنا المناهج الغريبة التي تتكئ على غيرهم في طريق المعرفة وعالم اعتناق الأفكار لتكون لنا جملة من العاهات المعرفية التي يصعب الشفاء منها، ويُترك المنهج الحق الذي عهده الله عزّ وجلّ إلى عباده وأوضح سبله وطريقه الذي بين أيديهم.
إنّ مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) هي منظومة متكاملة تلبي حاجة الإنسان وفق تعاليم السماء، فهي تحتوي على إرث عظيم من الحقائق الناصعة والأحكام والمعارف؛ لتعالج عبرها أزمات الإنسان وتحل المعضلات والعوائق في طريقه وفق منهج سليم يوثقه العقل ويصدقه القلب وتشهد بحُسنه النتائج التي تعتمد على مدى الالتزام به.
وعلى هذا فلنحذر من الأفكار الدخيلة علينا والمسربة إلينا من مناهج مختلفة عن مصادرنا المعرفية؛ كالحداثة وأنماطها ومفرداتها التي باتت الحديث الرائج في عصرنا، والتي تحمل معها الكثير من الأفكار الخطرة وغير المألوفة على أصالتنا وبيئتنا الإيمانية، كذلك خطر الفكر الصوفي الذي بات جسيماً على واقعنا المعرفي وسلوكياته الغريبة، فكلُّ ذلك يستطيع المؤمن الاحتراس منه عبر تمسكه بقيم آل محمد (عليهم السلام) وتعاليمهم الحقة وهديهم البالغ.

✍️ الشيخ أحمد صالح آل حيدر

__________________________________________

نشرة الكفيل /نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1009.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا