“البروتوكول والإتيكيت”..
2025/02/05
41
“البروتوكول والإتيكيت”..
 دورة تدريبية تعزز التميز المؤسسي وتنمية المهارات المهنية

تحرير: أفياء الحسيني 

نظم مركز الثقافة الأسرية دورة تدريبية تحت عنوان “البروتوكول والإتيكيت”، استهدفت الملاكات النسوية في العتبة المقدسة، الدورة التي استمرت ثلاثة أيام شهدت حضورًا لافتًا وتفاعلًا كبيرًا، قدمها الأستاذ علي حسون الشمري، مستشار التدريب من قسم التطوير والتنمية المستدامة في العتبة العباسية، تناولت الدورة محاور حيوية عديدة التي تمس الجوانب المهنية والاجتماعية للمشاركات، مما يعكس حرص المركز على تحقيق التكامل المؤسسي وتعزيز صورة متميزة أمام المجتمع.

أساسيات البروتوكول وأهميته المؤسسية:
استهلت الدورة أعمالها بتعريف شامل على مفهوم البروتوكول وأهميته في تحسين صورة المؤسسة أمام الأفراد والمجتمع، تناول المحاضر الأسس العامة للبروتوكول، بدءًا من التواصل الرسمي داخل بيئات العمل وصولاً إلى التعاملات الاجتماعية خارج المؤسسة، وركزت المحاضرة على دور البروتوكول في تعزيز الكفاءة المهنية وتنمية العلاقات المؤسسية، مؤكدًا أن “الالتزام بقواعد البروتوكول يعزز صورة المؤسسة ويزيد من ثقة المجتمع بها”.
الأستاذ الشمري أوضح خلال الجلسة الأولى أن “البروتوكول لا يقتصر على المظاهر الخارجية، بل يمتد ليشمل بناء سمعة متميزة ومهنية تعزز من فرص النجاح المؤسسي” وأضاف: “المؤسسات اليوم تتنافس على بناء صورة ذهنية إيجابية في أذهان الأفراد، والبروتوكول هو إحدى الأدوات الفعالة لتحقيق ذلك”.
اليوم الثاني: بروتوكول التجليس ومراسم المؤتمرات
شهد اليوم الثاني من الدورة نقاشًا معمقًا حول بروتوكول التجليس وتنظيم المؤتمرات الصحفية. وقدم الأستاذ الشمري إرشادات عملية حول كيفية ترتيب الجلوس في الاجتماعات الرسمية بما يتماشى مع المعايير المهنية والدبلوماسية. كما تناول مراسم المؤتمرات الصحفية، موضحًا أهمية الالتزام بالتفاصيل الدقيقة لتحقيق انطباع إيجابي لدى الحضور والإعلام.
وأشار الشمري إلى أن “تنظيم المؤتمرات لا يقتصر على التخطيط اللوجستي، بل يشمل التزامًا صارمًا بالبروتوكول لضمان سير اللقاءات بشكل احترافي يُبرز قيمة المؤسسة أمام الجمهور”.
اليوم الثالث: ترتيب الأعلام وبروتوكول تقديم الهدايا
اختتمت الدورة بمحاضرة عملية ركزت على ترتيب الأعلام في المناسبات الرسمية وبروتوكول تقديم الهدايا. وأوضح المحاضر أن “الأعلام تعكس هوية الدول واحترامها المتبادل، لذا فإن ترتيبها بطريقة صحيحة يُبرز المهنية ويعزز العلاقات الدبلوماسية”. كما أشار إلى أهمية الهدايا التذكارية في ترك أثر إيجابي لدى الضيوف، مشددًا على ضرورة اختيارها بعناية لتتناسب مع طبيعة المناسبة.

البروتوكول في ضوء القيم الإسلامية
في سياق الحديث عن أهمية البروتوكول، ربط الشمري بين القواعد الحديثة للبروتوكول وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام)، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم يحتوي على العديد من الآيات التي توضح أسس التعامل الراقي والتنظيم واستشهد بآيات منها: {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم}، مؤكدًا أن هذه الآية ترسخ أهمية احترام الخصوصية والتنظيم، كما أشار إلى وصايا الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر عندما ولاه على مصر، والتي تضمنت قيم العدالة والتنظيم.

وأوضح الشمري أن “تعاليم الإسلام تُشكل مرجعًا رئيسًا للبروتوكول، فهي تُعزز من قيم الاحترام المتبادل، التنظيم، والتواصل الإنساني الراقي”.

أثر الدورة على الأداء المؤسسي
في تعليق حول أهمية هذه الدورة، أكد الأستاذ الشمري أن “الموارد البشرية تُعد العمود الفقري لأي مؤسسة، وتطويرها ينعكس بشكل مباشر على تحسين الأداء المؤسسي”، وأضاف أن “زيادة كفاءة الموظفين تُسهم في رفع الإنتاجية، تقليل الهدر، وتعزيز الالتزام الوظيفي، مما يُعزز من رضا المؤسسة والمجتمع”.
وأشار إلى أن مركز الثقافة الأسرية يُعد من بين المؤسسات الرائدة في تنظيم دورات فريدة من نوعها، مما سيُسهم في استنساخ هذه التجربة من قبل جهات أخرى بعد ملاحظة تأثيرها الإيجابي على الأداء.

 استثمار في المستقبل
تأتي هذه الدورة ضمن سلسلة من الأنشطة التي ينظمها المركز بهدف تنمية الكفاءات وتعزيز القيم المؤسسية والمجتمعية وتعكس جهود المركز حرصه على تطبيق القيم المستوحاة من تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) لتحقيق التكامل الإنساني والمهني.
المركز بمبادراته هذه، لا يكتفي بتطوير الأداء المؤسسي فحسب، بل يسهم في غرس قيم الاحترام والتنظيم كجزء أساسي من هوية المجتمع.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا